الكتابة في المجال الرياضي دائماً تكون الحسابات فيه مختلفة عن بقية المجالات الأخرى، كونك تتعامل مع كيانات كبيرة، مثل إدارات ولاعبين، أو جماهير ضخمة يقف خلفها جيش من الاعلاميين. في الآونة الاخيرة أخذت أهم لعبه شعبية عرفها العالم (كرة القدم) حيّزاً كبيراً داخل المجتمع السعودي بكافة فئاته وأطيافه، وذلك من خلال المتابعة، والحضور، وتداول الأخبار داخل هذا الوسط الملوث بفيروسات معدية، منها التعصب والشتائم وصناعة الإشاعات وتصديرها على حساب الأخلاق والقيم المبادئ، بل وحتى التشكيك في الذمم وإقحام اسماء لها قيمتها في المجتمع، واستدراجها للدخول في هذا الملعب المشبوه دون أية اعتبارات لهذه الشخصيات. للأسف تحوّل الإعلام الرياضي، بكافة منسوبيه، إلى مطبخ للفتنة، وتوزيع المنتجات غير الصحية، دون رقابة من الجهات المسؤولة، ودون حتى وضع لاصق يحذر من تداول هذه المنتجات الملوثة فكريا، وثقافيا واخلاقيا، بل تُرك لها حرية تصديرها على الجميع عبر (دكاكين) البرامج الرياضية وتوزيعها دون الشعور بما سيحدث مستقبلا وتأثيرها على مستقبل الرياضة وجماهيريتها. بالأمس اقتحم هذا الملعب اللاعب (مجتهد) قادما من دوري فشل فيه، وعندما لم يستطع تقديم أداء مميز عند جماهيره، وبعد أن شعر بتلاشي نجوميته وبدأت تقل شعبيته اتفق مع وكيل لاعبين للانتقال في الفترة الشتوية للعب في دوري جميل حينما بدأ بتمرير (ألعابه) القديمة التي انطلت على بعض الاعلاميين الاغبياء، والمصابين بفايروسات التعصب (f2g) الذي لم يوجد له علاج، وبدأوا في الاقتناع بما ذكره، بل إنهم ساهموا في ترسيخه في اذهان جماهير أنديتهم. لكن المضحك ان اللاعب مجتهد لم يستطيع إكمال المباراة وذلك لشعورة بـ آلام في الربع ساعة الاولى من الشوط الأول، حيث تبين من التقرير الطبي بأنه يعاني من تمزق في أربطة (المخ) وهي إصابة مزمنة وقديمة تعرض لها في الدوري الذي كان يلعب فيه سابقا. كما كشف التقرير أيضا تعرضه لـ التواء في مفصل الفكرة، وهنا كتب نهايته في دوري جميل قبل أن يعبث فيه! أتمنى من الجهات المسؤولة الالتفات لما يحدث داخل المجتمع الرياضي، خصوصا الإعلام، ومعالجة الامور بالحكمة والعدل، قبل أن تفلت الامور وتذهب الى مناطق لا تحمد عقباها مستقبلاً. كرة القدم وسيلة ترفيهية، ولكنها حين تتحول الى وسيلة شغب وعبث وقتل وتشكيك في الولاء والوطنية، هنا يجب أن يتدخل مشرط الجراح لاستئصال الأورام الخبيثة منها!