خلال شهر واحد ضبطت الأجهزة الأمنية ثلاثة معامل لتصنيع المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة في منطقة الرياض، وقبضت على عدد من المنضمين للجماعات الإرهابية.. تأتي هذه الأنباء التي أوردتها وزارة الداخلية تِباعاً لوسائل الإعلام، لتوضح لنا حجم الرغبة التخريبية والتدميرية التي يُراد إلحاقها بالمملكة والمواطنين، واستهداف أمنهم ووطنهم من خلال الدفع بانتحاريين يُجنّدون ثم يُستخدمون كأدوات لتفجير تلك الأحزمة. إن إلقاء نظرة سريعة على الكميات التي تم العثور عليها في تلك المعامل، والتي تُستخدم لتصنيع المتفجرات، وكذلك تسخير الإمكانيات المادية واللوجستية، واستخدام عناصر من كافة الجنسيات، بما فيهم عناصر غير عربية، تعطينا إشارة واضحة عن مدى الاستماتة والإمعان في نشر الفوضى والخراب.. وكذلك بدا أن هنالك تحولاً في تكتيك تلك الجماعات من خلال استخدام جنسيات يُستبعد أن تلفت تحركاتها النظر، وقد اتضح ذلك خلال بيان وزارة الداخلية يوم أمس القبض على امرأة تحمل الجنسية الفلبينية. هذا التخطيط والتجهيز والإعداد تقف وراءه منظمات سخيّة في الدفع والإغداق على المنظمات والخلايا الإرهابية، ولا تدّخر وسعاً في سبيل تدمير بلدنا واستهداف شبابنا وحشو أبدانهم وأجسامهم بالقنابل والمتفجرات، وتعبئة عقولهم بأفكار التطرف التي لا تمت للشريعة السمحة بصلة. ومن المؤكد أن هناك من يحاول تجنيد وتجهيز الشخص الذي سينفذ العملية الانتحارية.. فما الداعي لكل المعامل والأحزمة إذا لم يتم استقطاب منفذّين لها؟ إن المؤسسة الأمنية استطاعت مباغتة هذه الجماعات والتوصل إليها بسرعة قياسية، والخلايا الإرهابية التي تم القبض عليها في عدد من المدن حول المملكة البعض منها على علاقة قديمة بالتنظيمات المتطرفة، والبعض حديث عهد بها. وإننا يجب أن ننبه أولياء الأمور على ضرورة أخذ الحيطة لكل من يحاول العبث بأفكار أبنائهم، ويلبِّس عليهم دينهم أولاً، ويوغر الحقد في قلوبهم تجاه وطنهم.. ولتدرك العائلة أنها حائط الصد الأول في مواجهة الإرهاب من خلال تحصين أفرادها، وحمايتهم من الإرهابيين، الذين يتخذونهم ويستعملونهم حطباً للعبة سياسية كبيرة.. وقد اتضح أمامنا حجم الكيد الذي يكيده أعداؤنا بنا وبأولادنا، فوجب علينا أن نحميهم مهما كلفنا الأمر. نقلاً عن الرياض