ما يزال التحالف «الليبروجامي» يسعى لتشويه كل ما هو جميل في هذه الأمة الحية النابضة، وفي مقدمها: الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تجد موقفاً مشرّفاً تقف فيه الأمة في وجه احتلال خارجي أو ظلم بيّن واضح، إلا وسعى «الليبروجامية» إلى تشويهه والتشكيك فيه. شوهوا الثورات العربية التي وقفت في وجه الظلم، ودعت إلى إجراء إصلاحات، فأطلقوا عليهم العصاة والمبتدعة وأهل الفتنة، وعندما اضطروا إلى حمل السلاح في بعض البلاد للدفاع عن أعراضهم ودمائهم كما في سورية وليبيا، سموهم بالخوارج والتكفيريين وكلاب النار. بل الأقبح من ذلك هو استخدام بعض المسميات - التي تدل على دناءة الفكر والطرح - من أجل صرف الناس عن تأييد أولئك المظلومين، كإطلاق مسمى «نكاح الجهاد» لتشويه صورة الجهاد ضد النظام المجرم في سورية. التحالف «الليبروجامي» لا يتردد في استغلال أو استثمار أي حدث لمهاجمة مفهوم الجهاد، حتى لو صدر الموقف من قوم يتبرأ علماء الأمة ودعاتها وأهل الجهاد الحقيقي من أفكارهم. ولمزيد من التوضيح أضرب مثالاً على ذلك: فالبيان الذي صدر أخيراً من وزارة الداخلية السعودية، والذي أشار فيه إلى القبض على خلية إرهابية تحمل فكر «داعش» والمكونة من سوري وفيليبينية، وتم القبض على كمية من المتفجرات والأحزمة الناسفة في حيازتهما. فبرغم أن البيان لم يتضمن الحديث عن موضوع «السبايا» إلا أن إحدى القنوات ذات التوجه الليبرالي العلماني أخذت بالتركيز على كلمة قالها أحد المسؤولين الأمنيين من أن هذه الآسيوية كانت سبيّة عند الإرهابي السوري، بحسب اعترافه. لقد تركت تلك القناة الحديث عما تم القبض عليه من أحزمة ناسفة ومتفجرات لتركز على موضوع السبية! وتسهب في تحليل الموضوع، وتخصص حلقات من أجل تشويه صورة الجهاد، وإظهار أن كل من يدّعي الجهاد إنما يبحث عن شهواته ونزواته!! ومع تأكيدنا على ضلال الفكر الذي يحمله أتباع «داعش» واستنكارنا له، إلا أننا ضد أن تعمم مواقف «داعش» على كل من رفع راية الجهاد. صورة أخرى من صورة التشويه هي تلك الحملة التي شنها بعض مدعي السلفية ممن يعرفون بمسمى «الجامية» على مجموعة من العلماء الأفاضل في المملكة العربية السعودية ممن أصدروا بياناً استنكروا فيه التدخل الروسي السافر في سورية، واعتبروا هذا التدخل صورة جديدة من الحروب الصليبية، ودعوا في بيانهم أهل الشام إلى وحدة الصف ومواجهة العدو الجديد، كما حثّوا الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف مع الشعب السوري ومساندته في وجه هذا العدوان. إلا أن الجامية اعتبروا هذا البيان نوعاً من التحريض لأبناء المملكة وبقية البلاد العربية للذهاب إلى الجهاد في سورية، وأن هذا مخالف لطاعة ولي الأمر، وأن ذلك زج لأبناء المسلمين في حرب يرونها فتنة لا يجوز المشاركة فيها أو دعم أهلها، بل ووصلت الخسة عند بعضهم إلى الشماتة في شهدائهم. فعلى الرغم من أن البيان لم يتضمن دعوة أبناء المملكة أو غيرهم من خارج سورية للمشاركة في الجهاد هناك، إلا أن بعض مدعي السلفية وجد في البيان فرصة لمهاجمة أولئك العلماء الذين يخالفونهم في الفكر والمنهج. على كل حال لقد أصبح الكثير من أبناء الأمة واعياً لخبث التحالف «الليبروجامي» والذي يسعى لتشويه صورة الإسلام الناصع -الذي لا يقبل الذل والهوان لأتباعه - لذلك أصبح الكثير من أبناء الأمة داعماً ومناصراً لدعاة الحق والحرية والعدالة.