حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي يعيشها المصريون بائت واضحة للعيان وضوح الشمس في كبد السماء لاسيما بعد فشل الرئيس عبدالفتاح السيسي في تحقيقق وعوده لهم.
الرئيس عبدالفتاح السيسي وفي أقل من عامين لم يستطع الاحتفاظ بالجماهير المؤيدة التي لبت ندائه بالتفويض في 30 يونيو وبات ظهوره في وسائل الاعلام واعتماده على الاحاديث العاطفية مفضوح أمام المصريين يدل عل هذا دعوته التي لم تجد آذانا صاغية بالرغم من ظهوره على شاشة التلفزيون يدعو المواطنين ويحثهم على ضرورة المشاركة في العملية الإنتخابية، وكانت النتيجة لجان التصويت خالية.
ونقل معهد واشنطن قول محمد عبدالعزيز رئيس تحرير "منتدى فكرة": إن الغالبية العظمى من الشباب أدركت أن ثورتهم التي بذل فيها الدم والجهد ذهبت أدراج الرياح خاصة بعد أن شاهدوا عودة العديد من رموز نظام مبارك للمشاركة كمرشحين في العملية الإنتخابية.
وأوضح أنّ مقاطعة الإنتخابات البرلمانية الحالية، الأداة الوحيدة والآمنة التي عبر من خلالها الشباب عن استيائهم من سياسة القمع والتهميش التي ينتهجها النظام، فكانت المقاطعة بمثابة إضراب صامت لم يعكس آراء الشباب في اختيار ممثليهم في البرلمان بل كان استفتاء على أداء نظام السيسي خلال الستة عشر شهراً التي مرت منذ انتخابه رئيسأ للجمهورية.
وظهر الرئيس منذ يومين مرة آخرى معتمدًا على خطاب عاطفي يعد المصريين بوعد يراها الشارع خاوية، وينتقد فيه وسائل الاعلام والتي طالما عرف عنها تأييدها له، وكان الرد عليه ظهور دعوات مستترة على مواقع التواصل الاجتماعي لثورة جديدة في الـ25 من يناير المقبل لاسقاط ما اسموه استبداد النظام.
ويؤكد عبدالعزيز أنّ نظام 30 يونيو فشل في اتخاذ اجراءت وسياسات فعالة لأحتواء الأزمة، ولعب الخطاب الإعلامي التحريضي الذي بات يهاجم ويهدد ويخون جميع الأصوات المعارضة للنظام السياسي الحالي، إضافة إلى تخلي النخبة المصرية عن الشباب المطالب بالإصلاح السياسي.
وأضاف الرئيس أطلق العنان لقوات الأمن لإستخدام القوة المفرطة ضد من تسول له نفسه التظاهر ضد سياسات النظام الحالي، وأغلق جميع قنوات الرأي والتعبير أمام الشباب خاصة بعد إصدار قانون التظاهر سيء السمعة الذي أصدر في غياب البرلمان، وأدى إلى العديد من الإعتقالات بين صفوفهم خلال التظاهرات وأحداث العنف السياسي التي شهدتها مصر في الأشهر القليلة الماضية. وباءت دعوات الشباب إلى الرئيس لأصدار عفواً عن المعتقلين السياسين بالفشل.
وأشار إلى أنّ هذا التضييق طال أيضاً مواقع التواصل الإجتماعي التي لعبت دوراً كبيراً في إندلاع ثورة يناير، فخلال الاشهر الماضية تم إعتقال وسجن العديد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعى، فأصبح كل من ينتقد النظام هدفاً للاجهزة الأمنية وفريسة لقضاء مُسيس يصدر أحكام عشوائية وبالجملة.
وتابع مما زاد الطين بِلَّة، حالة التردي المستمر للوضع الاقتصادي الذي انعكس بشكل كبير على الشباب الذين قاموا بثورة كبيرة من أجل "العيش والحرية والعدالة الإجتماعية" مطيحين بنظام مبارك ورموزه من الفاسدين، لم يستشعروا أية تغييرات إقتصادية‘ منذ وصول السيسي لسدة الحكم.
وقال: بالرغم من محاولة الحكومة تقديم حزمة من الخطط لمعالجة الوضع الإقتصادي الذي يعانى من تفشى الفساد، والبطالة، واتساع عجز الموازنة جراء دعم الوقود، إلا أن معظم تلك الخطط أثبتت عدم جدواها في مقابل الزيادة المستمرة والحوافز في صفوف رجال الشرطة والجيش والقضاء.
وفقا لرئيس تحرير منتدى فكرة فإن الوضع الإقتصادي المتردي انعكس على الحياة اليومية للمواطن الذي أصبح يعانى من شبح الغلاء في ظل عجز النظام عن توفير أبسط إحتياجاته من صحة وتعليم وخدمات. ولم يشعر هذا المواطن بأى مردود للمشروعات الإقتصادية التي نفذتها الحكومة مثل مشروع قناة السويس الجديدة إضافة إلى المشروعات الوهمية التي أطلقها النظام مثل مشروع المليون وحدة سكنية ومشروع العاصمة الجديدة والذي تشدق بها الإعلام حتى اكتشف المواطن أنها كانت فقط لعبة غرضها الدعاية لإضفاء المزيد من الشرعية على النظام الحالي.
وشدد عبدالعزيز على أنّ حالة الإحتقان السياسي الحالية التي تمر بها مصر لن تنتهي إلا إذا استفاق النظام، وأدرك أن الشباب الذين قاموا في أيام معدودة بالإطاحة بنظام فاسد ظل قابعاً على صدورهم لسنوات عديدة، يمكنه أن يغضب ويثور مرة أخرى.