أمجد المنيف
على الرغم من أن معدلات الزواج زادت بالأشكال الجديدة، وأعني به عبر التواصل التقني بكل أنواعه كوسيلة، إلا أن هذه الثورة التقنية زادت من معدلات الطلاق، في كل المجتمعات باختلاف ظروفها، وذلك بحسب الدراسات الحديثة.
بداية من مجتمعنا، فقد قالت الزميلة "عكاظ" إن دراسة سعودية متخصصة نبهت إلى أن إدمان الإنترنت يزيد معدلات الطلاق، ويؤثر في ملكات الأبناء اللغوية، خصوصا في ظل انتشار برامج التواصل الاجتماعي مؤخرا بشكل كبيرا. كما قدر قسم التوجيه الأسري في دولة الإمارات، أن حالات الخلافات الزوجية زادت هذا العام على خمسة آلاف حالة، بين 50 إلى 60% منها تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، وانتهت ألف حالة منها بالطلاق.
هناك، حيث إيران، قالت شرطة الانترنت إن موقع التواصل الاجتماعي الالكتروني "فيس بوك" وراء ثلث حالات الطلاق لديهم. وهو الأمر الذي خول السلطات الإيرانية بالتحجج بهذا السبب لحجب موقع "فيس بوك" وأكثر من خمسة ملايين موقع آخر بوصفها غير أخلاقية!
ولنتحدث بدقة أكثر، وبحسب المراكز العالمية الشهيرة، والتي تعمل بشكل دقيق على دراسة الحالات، فقد أجرى مركز "بيو" للأبحاث في واشنطن، دراسة جاءت نتائجها إلى أن موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" له أضرار صحية ونفسية أكثر بكثير من فوائده؛ حيث أشارت الدراسة إلى أن 73% من البالغين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في حين يستحوذ "فيس بوك" على النصيب الأكبر، و40% من البالغين يدخلون الإنترنت 3 مرات يوميا، وربطت الدراسة التي شملت طلاب الجامعات بين استخدام "فيس بوك" وانخفاض التقدير الذاتي، وبين زيادة عدد الأصدقاء وبين انخفاض القدرة على تكوين العلاقات والتكيف في البيئة الحقيقية.
كما أشارت الدراسة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تجعل الفرد أكثر قلقا حيث دائما ما يظل في حالة ترقب للإشعارات والأحداث الجديدة، كما يزيد من التفكك الأسري، ونقص ساعات النوم بما يزيد من خطر التعرض للاكتئاب والقلق والسمنة والنوبات القلبية والموت.
وفي زاوية مشابهة، وبحسب دراسة سابقة أصدرتها جامعة "بوسطن"، عن العلاقة بين مستوى الحياة الزوجية، وأنماط استخدام الزوجين للشبكات الاجتماعية، "أظهرت أن هناك علاقة بين تدهور العلاقة الزوجية واستخدام الشبكات الاجتماعية، حيث فصلت بعض تفاصيل هذه العلاقات، ومن الحقائق اللافتة التي أظهرتها أن الشخص الذي لا يستخدم الشبكات الاجتماعية أسعد بنسبة 11% من الأشخاص الذين يستخدمونها، كما وجدت الدراسة أيضا أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون عاملا لأولئك الذين يمرون بعلاقة زوجية متوترة في طريقها إلى الطلاق"..
وفي النهاية تذكروا أن "العاقل خصيم نفسه"! والسلام