رغم وفرة التحليلات والتقارير الصحافية التي تتحدث عن ترد غير مسبوق في مستوى العلاقات السعودية الأمريكية، يصل في بعض الأحيان إلى حد العداء، فإن الواقع على الأرض ينبئ عن العكس تماماً، خصوصاً في الجوانب الأمنية التي تشهد تعاوناً كبيراً بين البلدين.
ومرّت العلاقات بين الرياض وواشنطن بأطوار من التمدد والانكماش نتيجة لعدة عوامل سياسية في المنطقة.
وليس سرّاً أن العلاقات لم تعد بذلك المستوى التي كانت عليه أوائل التسعينات، ذروة التحالف الثنائي الذي أدى إلى تحرير الكويت وحماية المملكة من التهديدات، إلا أن بيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي في CNN يفسر ذلك بقوله إن "العلاقات بين الدول لا تشبه العلاقات أو الصداقة التي تجمع فردين أو مجموعة من الأشخاص".
وأوضح بيرغن حول تاريخ العلاقة بين البلدين: "العلاقات الأمريكية السعودية بدأت منذ اكتشاف النفط حيث كان أول اتفاق نفطي بين الجانبين في العام 1932، لا نستورد كميات كبيرة من النفط من السعودية بشكل نسبي، ولكن المملكة لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم وعليه فإن بإمكانهم تحديد الأسعار."
ولا تزال السعودية تملك قولاً فصلاً في الملف النفطي عالمياً، رغم الصداع الذي تعانيه داخل أوبك من الدول المتضررة من زيادة الإنتاج، وهبوط الأسعار، الأمر الذي لن تتضرر منه المملكة كثيراً، نظراً لوفرة الإحتياطات المالية لديها.
وتميل بعض التحليلات إلى فكرة أن زيادة المعروض السعودي من النفط يعود إلى أسباب سياسية خالصة، إلا أن الرياض أكدت مراراً أن سياستها النفطية مبنية على حركة السوق ولا علاقة لها بأية أبعاد أخرى.
ويقول بيرغن: "في الوقت الحالي فإن السعودية تتصرف بما يتماشى مع صالح الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنهم لم يقوموا بتقليل حجم الإنتاج الأمر الذي سيؤدي لارتفاع أسعار النفط وانظروا إلى سعر الوقود حاليا الذي يصل إلى مستويات متدنية تاريخية وهذا بالطبع يصب في مصلحة المستهلك الأمريكي."
وأضاف حول تغير مستوى العلاقات بين البلدين: "الحقيقة أن العلاقات بين الدول ليست كالعلاقات أو الصداقة بين الأفراد فهي مبنية على المصالح المشتركة وأن الصداقة الحقيقية تتمثل في كيف يمكن للدولة هذه أو تلك مساعدتي."