قد يبدو للبعض ان نجاح إجتماع الجزائر في الخروج باتفاق مفاجئ لتجميد إنتاج النفط إنتصارا لقوة الضغط الذي مارسته عدد من الدول على السعودية للقبول بهذا الاتفاق وفشلا لاستراتيجية المملكة في التعامل مع سوق النفط إلا ان صحيفة الديلي ستار تؤكد بأن السعودية وعلى الرغم من الصعوبات الإقتصادية التي تواجهها أثبتت بأنها لازالت قادرة على المحافظة على دور الزعامة والقيادة في هذه السوق .
الدايلي ستار اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه ان السعودية لا تزال مصممة على ممارسة دور القيادة في سوق النفط على الرغم من شعورها بوطأة الازمة الاقتصادية التي تعيشها.
وتضيف الصحيفة أن نجاح إجتماع الجزائر كان برغبة وموافقة سعودية في نهاية الأمر، رغم ان المملكة ظلت وطيلة سنتين مصرة على عدم القبول بمقترح تجميد الانتاج.
وفي ذات الاتجاه يؤكد المحلل النفطي الكويتي كامل الحرمي ان السعودية هي من سهلت إتمام الصفقة والخروج باتفاق في اجتماع الجزائر، وهي الخطوة التي سجلت من خلالها المملكة نقطة سياسية مهمة حيث أكدت فيها بأنها تحكم السيطرة على منظمة اوبك وفق تعبيره.
كما تشير كابيتال ايكونوميكس في تفسيرها لاتفاق الجزائر أن المملكة العربية السعودية كانت واعية بأنه يجب أن تحافظ على مصداقية منظمة اوبك التي تقودها لذلك فقد قررت الموافقة على تجميد الانتاج.
يذكر أن المملكة العربية السعودية هي المنتج الوحيد منذ فترة طويلة التي يملك طاقة فائضة من الانتاج وهو ما يسمح لها برفع أو خفض الانتاج للتأثير على السوق في ظل سياستها التقليدية.
إلى ذلك تضيف الصحيفة أنه ورغم إختلاف وجهات النظر بين المحلليين حول ما إذا كانت السعودية بالفعل قررت تغيير استراتيجيتها في التعامل مع سوق النفط من خلال موافقتها على تجميد الانتاج، إلا أنها أكدت بأن المملكة التي تعد أكبر منتج عالمي للنفط لا تزال قادرة على التحكم بسوق النفط وفرضها قراراتها على الجميع .