2016-01-11 

الانتفاضة السعودية-الخليجية..تُعري إيران

عبدالله خليفة الشايجي

الاتحاد- بدا واضحاً خلال الآونة الأخيرة حجم المواجهة والتصعيد الإيراني غير المبرر ضد المملكة العربية السعودية خاصة بعد تطبيق المملكة عقوبة القصاص والتعزير بحق 47 إرهابياً بينهم 45 سعودياً منهم 4 من المواطنين الشيعة من بينهم «نمر النمر»، الذي اتهم وأدين بالقيام بعمليات إرهابية وتحريضية-بينما نفذ الآخرون المدانون عمليات إرهابية قبل أكثر من عقد من الزمن، أدت لمقتل أبرياء، وعضويتهم في تنظيمات إرهابية كـ«القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، واعتناق منهج تكفيري ونشره والترويج له بوسائل متنوعة. وكان مرفوضاً التدخل والتصعيد والتهديد الإيراني السافر بالشأن السعودي الداخلي من أعلى المستويات من المرشد والرئيس وقيادات إيرانية وأذرع إيران من دول وميلشيات مسلحة تتوعد السعودية بالعقاب الإلهي، ونهاية حكمهم بعد تطبيق القصاص في حق «نمر النمر»-الذي بايع ولاية الفقيه، وسعى لاستيراد نظام ولاية الفقيه للسعودية والمنطقة. شكل الاعتداء المتعمد من قوات «الباسيج» الإيرانية على مبنى السفارة الإيرانية في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، القشة التي قصمت ظهر البعير والقطرة التي أفاضت الكأس.

 

فاجأت السعودية إيران مرات عديدة هذا العام بقرارات صارمة وصادمة، آخرها قطع السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطرد السفير والبعثة الدبلوماسية الإيرانية، وقطع العلاقات التجارية ووقف الملاحة الجوية-وسارعت الدول الخليجية التي تعاني مع العديد من الدول العربية من التدخلات الإيرانية بشؤونها الداخلية بالاصطفاف مع السعودية. فقطعت البحرين علاقتها الدبلوماسية وطردت البعثة الدبلوماسية. وخفضت دولة الإمارات العربية المتحدة تمثليها الدبلوماسي مع إيران لمستوى القائم بالأعمال، وخفّضت عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة. واستدعت الكويت وقطر سفيرهما، واستدعتا السفير الإيراني وتم تسليمهما مذكرات احتجاج، وقطعت السودان والصومال علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران، وكذلك استنكرت واحتجت سلطنة عُمان ومصر والأردن وجيبوتي وجزر القمر على الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

 
 
 

فوجئت وذُهلت إيران من حجم ردة الفعل السعودية والعربية. وظهر ذلك في تخبطها. فاعتذرت للأمم المتحدة عن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية، لكن بالرغم من انتقاد الرئيس روحاني للاعتداء وتوعده بمحاكمة المعتدين، لكن إيران لم تعتذر للسعودية، ولم تتعهد بعدم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية مستقبلاً، ولا تعويض السعودية على الخسائر-ومن التخبط الإيراني كان اتهام التحالف العربي زوراً بقصف سفارتها في صنعاء في اليمن-وهو ما نفته قيادة التحالف، وردت إيران بمقاطعة جميع المنتجات السعوديةبالرغم من عدم توحد الموقف الخليجي والعربي،إلا أن أكثر من نصف الدول العربية انتفضت بوجه إيران وسياستها وتدخلها السافر في الشؤون العربية. في تغير في المقاربة والمزاج والمواقف العربية، ما يؤسس لحالة جديدة وغير مسبوقة ترفض وتتحدى وتتصدى لمشروع إيران. واجتمع وزراء الخارجية الخليجيون والعرب لتشكيل موقف موحد وحائط صد قوي في وجه إيران في قلب للموازين وتصحيح الأوضاع القائمة.

 

هذا الموقف السعودي-الخليجي-العربي مطلوب بالرغم من تأخره، لردع واحتواء إيران ومنع تدخلاتها السافرة. ولتصحيح الخلل والتعدي على السيادة العربية، والعربدة الإيرانية، وكم القوى إقليمية والتنظيمات المسلحة التي تدعمها وتدربها وتسلحها إيران لتعيث فساداً في دولهم. واكتشاف شبكات إرهابية وخلايا تجسس في دول خليجية وعلى رأسها البحرين والكويت، وآخرها قبل أيام في البحرين مدربة ومسلحة من الحرس الثوري الإيراني في البحرين-هذا يؤكد أن إيران توغل في التدخل في الشؤون الخليجية والعربية، حيث نشهد الحضور الإيراني المتدثر بثوب الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن. لهذا بات مطلوباً تشكيل جبهة عربية متراصة بقيادة خليجية، ترفض استمرار الوضع القائم، أو حتى محاولات التوسط لوضع حد للتوتر القائم، خاصة وأن الخلاف مع إيران هو خلاف إستراتيجي وليس سياسي أو حدودي بل وجودي. وكان ملفتاً الرد السعودي والخليجي القوي والصادم لإيران. كما كانت معبرة تغريدة لوزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد في رده على التدخل الإيراني في شؤون السعودية والدول العربية وتقديم إيران نفسها كمدافع عن حقوق الإنسان والناشطين، بينما أعدمت أكثر من 2000 خلال عامين !علق الشيخ عبد الله في تغريدته، قائلاً: «في السعودية تُِستخدم الرافعات لحماية الحيوان، وفي إيران يشنق بها الإنسان». التغريدة مرفق معها صورة لقطة عالقة على خطوط الكهرباء وقيام رجال الأطفال بتوجيه رافعة لإنزالها..هذه الصورة والتغريدة تُعري وتفضح المشهد الإيراني الذي لم يعد ملهماً أو قابلاً للتصدير!

 

ما يجري ليس مواجهة ومنازلة بين السعودية وإيران، بل مواجهة تقودها الأمة التي تأذت طويلاً من سياسات ومشروع إيران، حيث تزداد تعرية طهران وفضحها، وهذه المواجهة تظهر إفلاسها، وقد انتهى زمن خداعها للكثير من العرب بقيادة «محور المقاومة»، التي تحولت لقتل وتعذيب وتجويع الشعوب كما في سوريا وآخرها ما يحدث في مضايا السورية المحاصرة من نظام وميليشيا تدعمهما وتؤازرهما إيران. الموقف الخليجي بداية لمشروع طموح لتصحيح خلل حان وقت إصلاحه، ولتشكيل محور قوي مناوئ يتصدى ويردع ويمنع إيران والقوى الأخرى من التدخل في شؤوننا وتهديد أمننا. لقد انتهى عصر غياب توازن القوى..ونحن أمام واقع بمعطيات جديدة.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه