تمثل الطريقة التي سيتعامل بها الرئيس الأمريكي القادم مع التهديدات الايرانية للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ولأمن حلفاء واشنطن الخليجيين واحد من الأسئلة الحارقة التي ستكون ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
موقع معهد The American Enterprise Institute الامريكي اورد في هذا السياق تقريرا بعنوان 5 أسئلة تنتظر الرئيس الامريكي القادم في علاقة ببرنامج ايران النووي للباحث ماثيو ماكينيس ، والذي ترجمته عنه الرياض بوست. إذ يشير التقرير بان دول الخليج العربي التي أبدت إمتعاضها وتحفظها من الاتفاق النووي الايراني الذي وقعته طهران وواشنطن تخشى من تحول مفاجئ في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط اكثر من خشيتها من تهديد الاتفاق النووي الايراني نفسه.
حيث يشير التقرير إلى أن جوهر مخاوف الدول الخليجية ليس صفقة الاتفاق الموقع في حد ذاتها بل هو إمكانية أن تتراجع الولايات المتحدة عن مجابهة الأنشطة الإيرانية لزعزعة الاستقرار التي تهدد مباشرة المصالح والأمن الخليجي في المقام الأول وكذلك ان يكون الاتفاق النووي نذير تحول على المدى الطويل في السياسة الأمريكية تجاه احتضان إيران كشريك استراتيجي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.
كما يضيف التقرير أن حجة الحكومة المنتهية ولايتها في هذا السياق هو أن الدول العربية وخاصة الخليجية يتم تأمينها من خلال اتفاقيات الدفاع المشتركة وكذلك من خلال إنفاقها على تحديث وتطوير أسطولها العسكري وتأمين قدراتها الدفاعية التي تفوق بكثير حجم الانفاق الدفاعي الايراني، حيث تنفق بالفعل مبالغ أكبر بكثير من إيران على قدراتها الدفاعية. إلا أن ذلك قد لا يبدو كافيا للدول الخليجية لتطمئن من ان حصول أي تغير في السياسة الخارجية الامريكية تجاه طهران فرصية ليست مطروحة.
غير ان السؤال الذي يظل مبهما إلى حد اللحظة هو ماهية خطة الرئيس الأمريكي القادم لطمأنة الرياض و أبو ظبي، والعواصم الخليجية الأخرى من خطورة القيام بعمليات أمنية محفوفة بالمخاطر لمقاومة النفوذ الإيراني المتنامي، وهو السؤال الذي يحيل إلى عدد من الاسئلة الأخرى لعل أهمها وفق ماكينيس هل ستعمل الإدارة الأمريكية القادمة على إقناع دول الخليج بأن سعيها لإمتلاك قدرات أسلحة نووية خاصة بها ليس أفضل مسار إلى الأمام لضمان أمنهم؟. وإذا كانت تلك خطة الرئيس الأمريكي المقبل فكيف سيتمكن من إقناع دول الخليج بذلك؟.