رغم قدرة "مضايا" على تحريك الشعور الانساني في كل العالم تعاطفا مع الاطفال والعجز السوريين الذين يموتون جوعا وعطشا إلا أنها لم تستطع رغم ذلك دفع المجتمع الدولي إلى ايقاف الحصار الخانق الذي يضربه النظام السوري على العزل ولا إيقاف جرائم نظام بشار الاسد المتواصلة في حق شعبه.وعلى الرغم من الصرخات المتكررة للمنظمات الدولية لحقوق الانسان ونداءات الاستغاثة التي يرسلها السوريون المحاصرون في كل مرة إلا أن الواقع برهن بأن نظام بشار الاسد لا يخشى مجلس الامن ولا المجتمع الدولي وبأنه سيواصل في سياسته اللاإنسانية التي تتخذ من التجويع وسيلة لتركيع الشعب السوري.
ويقول الصحفي الالماني باول أنطوان كروغر في مقال مترجم له في موقع قنطرة أن نظام الاسد لا يأبه للقانون الدولي الذي يجرم " التجويع" كوسيلة لحسم المعارك في الحروب مضيفا أن سكان مدينة مضايا اضطروا لأكل العشب ولحم الكلاب والحمير للبقاء على قيد الحياة نتيجة الحصار الخانق لقوات الاسد والمليشيات التي تدعمه على هذه المدينة ومنع وصول قوافل الاغاثة التي حتى ان وصلت فلا يمر منها بسبب التضييق إلا النزر القليل.
وتشير إحصائيات الأمم المتَّحدة الى أن أربعمائة ألف شخص سوري يعيشون الآن تحت الحصار، أي بمعدَّل مائة وستين ألف شخص أكثر مما كانت عليه الحال قبل عام. والنصف تقريبًا محاصرون من قبل قوَّات النظام . ويضيف كروغر انه لا يوجد مكان بإمكانه ابراز فشل المجتمع الدولي أكثر من سوريا فرغم صور الاطفال الضعفاء المجوعين التي تطل علينا في كل حين من مضايا الى اليرموك الا أن المجتمع الدولي يبقى عاجزا على تطبيق قررات مجلس الامن بإيصال المعونات الى المحاصرين كما أن لا روسيا ولا ايران تفعلان أي شيء من أجل إجبار النظام على الالتزام بهذه القرارات. وبحسب الأمم المتَّحدة لا تتم الموافقة إلاَّ على عُشْر طلباتها من أجل إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
واقع يولد شعورا قاهرا بان نظام الاسد لم يعد يخشى المجتمع الدولي ولا مجلس الامن وبأنه في ظل اكتفاء العالم بمشاهدة الصور الأليمة والمروعة للأطفال والعجز الجوعى فإن مضايا لن تكون المحطة الاخيرة لجرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الاسد ومليشياته.