بالعودة الى تاريخ العلاقات بين السعودية وايران فان الازمة التي نشبت بين البلدين لا تعد أن تكون سوى حلفة جديدة في مسلسل الصراع الاقليمي بين البلدين المؤثرين خصوصا في منطقة الشرق الاوسط. وإن ذهب عدد من المراقبين الى امكانية نشوب حرب اهلية في هذه المنطقة بعد اعدام السعودية للشيخ الشيعي نمر النمر ورد ايران بالهجوم على مقر السفارة السعودية في طهران الا أن التطورات اثبتت ان البلدين على درجة كبيرة من الحذر والحيطة في التعامل مع الجانب الاخر ما جعل المنطفة تبتعد عن فرضية حرب عاصفة.
صحيفة جون افريك رصدت في مقال نشرته اليوم أراء مختصين في شؤون المنطقة واستنتجت أن ما حدث ليس سوى تصدع في العلاقات لن يذهب بالبلدين الى فوضى عارمة تعم منطقة الشرق الاوسط. من جهته يرى علي فائز المحلل السياسي في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات أن ردة فعل دول العالم الاسلامي السنية الداعمة للسعودية وضعت ايران أمام طوفان كبير من التنديد والغضب.
اما بالنسبة لبرنارد اوركاد المختص في الشأن الايراني فيذهب الى اعتبار ردة الفعل المتشنجة للإيرانيين سببا في وصول الازمة الى ماهي عليه أي حد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والتي بادرت بها السعودية اثر الهجوم على سفارتها حيث يقول بأن المعتدين على السفارة السعودية " أخطأوا خطأ فادحا وجعلوا طهران تفقد سلاحها الرئيسي الا وهو القوة الناعمة"
وبين القراءة الاولى والثانية للازمة بين السعودية وايران يجمع المراقبون وفق صحيفة جون أفريك بأن هذه الازمة ليست سوى حلقة جديدة من حرب التموقع المتواصل بين البلدين. ويشير برنارد أوركاد الى انه ورغم وقوف جميع الدول الاسلامية " السنية " وراء السعودية الا أن أبواب الوساطة بين البلدين تبقى مفتوحة ولعل اكثر الدول القادرة على لعب هذا الدور هي الجزائر حيث يقول أوكارد بأن الجزائر " قريبة من ايران بما أن طريقة التفكير بينها وبين ايران قابلة للمقارنة. بالإضافة الى ان الجزائر بلد عربي اسلامي له من الاستقلال والوزن الاقليمي ما يؤهله للعب دور الوسيط."