2016-01-20 

شكوك حول جدوى الورقة الباكستانية للحلفاء السعوديين

من واشنطن، خالد الطارف

سمع كبار المسؤولين السعوديين دائماً كلمات التأييد القوية من نظراءهم الباكستانيين، رغم أن تاريخ العلاقات الذي عرضته مجلة "فورن آفيرز" يشير إلى تملص إسلام أباد دوماً من الإختيار بين الإيرانيين والعرب. وفي تحقيق كتبه للمجلة اليكس فاتاكا، وهو زميل في معهد الشرق الأوسط ومؤسسة جيمس تاون في واشنطن، أشار إلى أن السعوديين راغبون في رؤية إلتزام علني من باكستان، و"لن تقبل الرياض رؤية الإيماءات فقط".

 

وتلكأت باكستان في الإنضمام إلى التحالف الإسلامي في حرب اليمن، بسبب ظروفها الداخلية وخشية توتر العلاقات مع إيران، رغم أن قائد الجيش الباكستاني تعهد برد قوي في حال تعرضت السعودية للهجوم. ويقول فاتاكانا أن وزير الخارجية سمع رسالتين مختلفتين من مضيفيه في باكستان، فبينما كانت الرسالة الأولى تتعهد برد قوي في حال تعرضت المملكة لهجوم، فإن الرسالة الثانية حياد مبهم يتمثل في سعي رئيس الوزراء نواز شريف للوساطة بين الرياض وطهران.

 

وبالنسبة له، فإن وساطة شريف بين العدوين اللدودين السعودية وإيران تعني "التهرب بشكل معقول من عبء الإضطرار إلى اختيار أحد الجانبين". ويرى الباحث المتخصص في شؤون العلاقات الإيرانية الباكستانية، أن إسلام أباد دائما كانت تجد نفسها في صراع بين حلفاءها العرب، والإيرانيين، وكانت تحاول دوماً التملص بأقل الخسائر، وإرضاء الطرفين.

 

 

ويكشف التاريخ أن وعد شريف بالحياد جزء من الانتهازية التي ستشكل ربما موقف إسلام أباد إزاء الخلاف الأخير الإيراني-السعودي، حسب "فورن آفيرز". منذ الاستقلال في عام 1947، باكستان غالباً ما وجدت نفسها في موقف الاختيار بين الإيرانيين والعرب. أكثر الأحيان، تمكنت  إسلام أباد التهرب، بل إنها استفادت مرارا وتكرارا من يجري في هذا الموقف في المقام الأول.

ولدى باكستان اليوم علاقة أوثق بكثير للدول العربية في الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية، وهي موطن للملايين من الباكستانيين المغتربين، والتسهيلات النفطية، وغيرها من الحوافز المالية.

 

ومن جهة أخرى فإيران جارة حدودية نووية تتوق إلى الخروج من سنوات العزلة الدولية. هذه العوامل تجعل من الضروري لإسلام أباد إعطاء نظرة متوازنة الخلاف السعودي الإيراني. 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه