2016-01-29 

القبضة الأمنية الامريكية تخنق حزب الله

من واشنطن .خالد الطارف

توازيا مع توقيعها للاتفاق النووي الايراني تدير الولايات المتحدة الأمريكية معركتها ضد أجنحة إيران " الإرهابية" في المنطقة على غرار حزب الله بكل صرامة وقوة. حيث تمكنت وزارة العدل الأمريكية بالتنسيق  مع الحكومات الأوروبية  من منع تدفق قسط كبير من  الاموال التي كانت تصل  خزينة حزب الله سواء من إيران أو من البنوك المشبوهة أو حتى من علاء تم ايقاف اغلبهم . قبضة حديدية ساهمت  في انحسار دور حزب الله  في الأزمة السورية بشكل ملحوظ.

 

يقول ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن  "يواجه «حزب الله» أوقاتاً صعبة. فدفاعه عن نظام الأسد في سوريا هو استنزاف لكوادره وأمواله وموارده العسكرية؛ وقد أسفر ذلك عن وقوع خسائر توازي ما تكبّده الحزب من محاربته إسرائيل على مدى 18 عاماً." وفي موازاة ذلك، أدت العقوبات المفروضة منذ فترة طويلة وتدهور أسعار النفط إلى تقليص الدعم الذي تقدمه إيران للتنظيم. ويمكن ملاحظة آثار ذلك في لبنان حيث قلّص «حزب الله» رواتب بعض كوادره، وأخّر الدفع لبعض مزوّديه، وخفّض الرواتب الشهرية للأحزاب الحليفة.

 

 

و يشير ماثيو في تحقيق أجراه حول الحملة الامريكية ضد تمويل حزب الله "تتحرّك وزارة الخزانة الأمريكية بتواتر أكبر لتسمية الإرهابيين واستهداف أفراد وشركات رئيسية تسهّل على «حزب الله» أفعاله الجائرة الدولية، ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي، تعمل وزارة العدل الأمريكية مع الحكومات الأوروبية لتوقيف المشتبه بهم في «تحقيقات واسعة النطاق في غسل الأموال تصل إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأفريقيا». وقد وقّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نص تشريعي في شهر كانون الأوّل/ديسمبر يهدف إلى "إعاقة" "شبكة الحزب عند كل منعطف" من خلال فرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع «حزب الله» أو محطّته التلفزيونية "المنار".

 

و استهدفت الولايات المتحدة غب هذا الاطار عميلاً رفيع المستوى هو أدهم طباجة وشركته، "مجموعة الإنماء [لأعمال السياحة وفروعها]". وكانت وزارة الخزانة قد سبق أن استهدفت منظمات الواجهة المعنية بتزويد «حزب الله» بالأسلحة وبعض الشركات التي تديرها مثل "مجموعة ستار القابضة" في لبنان وفروعاً أجنبية زوّدت قطعاً للطائرات بدون طيّار التي ينشرها «حزب الله» فوق إسرائيل وسوريا.

 

و قال مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية هذا الشهر إنّ «حزب الله» «يعتمد على متواطئين في قطاع الأعمال لإيداع أمواله الإرهابية وإدارتها وغسلها». وقد قادت تحقيقات وزارة العدل الأمريكية في معاملات مشبوهة إلى توقيف مواطن أمريكي يعمل في كولومبيا في حزيران/يونيو الماضي وإلى توقيف آخر في ليتوانيا في إطار إحدى قضايا غسل الأموال. وقد شهد شهر تشرين الأوّل/أكتوبر توقيف محامٍ في باريس وسيّدة أعمال في مدينة أتلانتا الأمريكية قاما وفقاً للشكوى الجنائية بالتواطؤ لغسل عائدات مخدّرات والمشاركة في الإتجار الدولي بالأسلحة. ووفقاً للحكومة الأمريكية قالت سيّدة الأعمال لعميل خفيّ إنّه كان لديها شركاء في «حزب الله» يسعون لشراء الكوكايين والأسلحة والذخائر؛ وقد أشار المحامي أنّ بإمكانه استخدام صلاته مع «حزب الله» لتوفير الأمن لشحنات المخدّرات.

 

هذا النوع من الأعمال يقلق السيّد حسن نصرالله الذي تأسّف في خطاباته أنّه عندما تتّهم الولايات المتحدة أشخاصاً أو شركات بارتباطها بـ «حزب الله»، تقوم المصارف اللبنانية بـ "اتّخاذ التدابير" ضدّ هؤلاء الأشخاص أو الحسابات العائدة لهم. وفي خطابه في كانون الأوّل/ديسمبر، تحدّى السيّد نصرالله من يتّهموه قائلاً: "إئتوني بالدليل!" ويبدو أنّ هذا بالضبط ما تفعله الولايات المتحدة وغيرها من الدول.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه