2016-02-03 

الواجهة القذرة

عبد الله بن إبراهيم الكعيد

الرياض -  لكل تكوين واجهة فللمباني واجهة خارجية يحرص البعض على أن تكون "خلاخل" بينما "البلاء" بالداخل، كذلك المدن لها واجهتها التي تحرص بلدياتها على أن تكون مبهرجة زاهية في وقت حالة الشوارع الخلفية حالةحتى الانسان يحرص بأن تكون واجهته فخمة لكي يحظى بالاحترام وتسهيل أموره بسلاسة عند من تختلهم المظاهرفي بلادنا تعتبر المرأة واجهة ليس في كل الأحوال ولكن للتستر خلفها كما يفعل الإرهابيون.

الواجهات لابد أن تستر خلفها أمرا ما سواء أكان حسناً أم سيئا وهي (أي الواجهات) لا تختلف كثيرا عن الأقنعة فكلها تُستخدم للتغطية والتمويه ولكن هل يدوم سرّها وغموضها للأبد؟ أم بالإمكان هتك سترها واكتشاف ما يدور خلفها؟

 

في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنادي ضباط قوى الأمن يوم الأحد الفارط 31 يناير 2016 لشرح تفاصيل جريمة تفجير مسجد قوات الطوارئ بعسير ألمح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي الى أن تنظيم "داعش" الإرهابي ما هو إلا "واجهة" لاستهداف المملكة.

 

وأردف هذه الجملة بجملة أكثر وضوحا فقال "إن من أنشأ هذا التنظيم هم من يحرضون على العمل الإرهابي ويوفرون لهم الدعم والمأوى ليتمكنوا من استغلالهم في إثارة الفتنة في المجتمعات العربية".

يعني أن هذا التنظيم الإرهابي لم ينشأ من تلقاء نفسه ولم يكن الهدف المُعلن عنه كما فرح به "القطيع" الساذج هو إقامة الخلافة/الخرافة بل نشأ بفعل "فاعل" جعله (واجهة) قذرة مُلطّخة بدماء الأبرياء تتردد في جنبات مفازاته صدى صرخات المغتصبات السبايا وحشرجات من رقابٍ تُحزّ بلا جُرم أو خطيئة.

 

كانت حكاية داعش "كواجهة" تدور في الخفاء يقولها بعضٌ ممن ارتابوا في التمدد الإخطبوطي غير المعقول لهذا التنظيم المتوحش إذ من غير المنطق أن تسقط بأسهل من شربة ماء بارد مدينة كموصل العراق يحميها جيش نظامي عرمرم ومليشيات مذهبية مُدججة بالأسلحة، ووحشية غير مسبوقة في التاريخ ثم يتم "تسليمها" في غمضة عين لأوباش كل أسلحتهم آنذاك راشقات رصاص واسلحة محمولة على الكتف وسيارات دفع رباعي!

 

لكن في بيان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية قيل بكل صراحة عن "الواجهة" القذرة وأن هناك من يقف خلفها ويتستر بها، هو الذي أنشأها ووفر لها الدعم والمأوى ليتمكن من إثارة الفتنة في المجتمعات العربية.

 

بقي أن أقول لو أن المدن تتكلم لصرخت "موصل" العراق باسم العميل الخائن الذي سلّمها للدواعش وقبض الثمن وهرب تجاه الشرق محضنه وملاذه.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه