تم الإعلان عن تأسيس "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"، في بيان ألقاه الأمير "محمد بن سلمان" وزير الدفاع السعودي، بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، في منتصف الشهر الجاري، وهو التحالف الذي يتكون من خمس وثلاثين دولة من أصل سبع وخمسين دولة من الدول الأعضاء «بمنظمة التعاون الإسلامي».
ويعتبر الصحفي المصري رامي عزيز في مقال له في منتدى فكرة ان تشكيل هذا التحالف بمثابة مناورة جديدة في الصراع بين المملكة العربية السعودية وبين إيران وشركائها من الحوثيين، وقوات الحشد الشعبي، وحزب الله .من جانبها ترى السعودية ان ايران واذرعه العسكرية مسؤولية كبيرة في تفشي الارهاب في منطقة الشرق الاوسط. رؤية ترجمتها السعودية الى قرارات حيث قامت وزارة الدفاع السعودية في نوفمبر الماضي بوضع أثني عشر قياديا بحزب الله على قائمة الإرهاب. وقالت الوزارة إن "حزب الله طالما قام بنشر الفوضى وعدم الاستقرار"، وشنِّ هجمات إرهابية، وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم.
اما بالنسبة لإيران فلم تتضح الرؤية بعد فتضرر ايران الكبير من تأزم علاقتها بالسعودية دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري الى القول بان "أن طهران والرياض تبذلان جهودا دبلوماسية لتهيئة ظروف مواتية لبدء حوار مباشر من شأنه أن يساعد على تسوية خلافاتهما"، الا أن ذلك لا يتفق مع توجيه طهران في الجهة المقابلة انتقادات للرياض، لاستثنائها مثلا العراق وسوريا من هذا التحالف. رغم ان هذا الاتهام لن يجد له مبررا على ارض الواقع بما انه لا دولة في سوريا في ظل الحرب القائمة هناك ولا اسقرار في العراق يؤهله للمشاركة في هذا التحالف وهو الذي يستنزف كل جهوده العسكرية والامنية خاصة في حربه الداخلية مع تنظيم داعش.
وعلى الجانب الأخر تأتى تصريحات العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات تحالف عاصفة الحزم قائلا "من يرعى الإرهاب لا يمكن أن يكون شريكا في محاربته" في إشارة إلى طهران، تلك التصريحات التي سبقها تصريح أخر له من القاهرة قائلاً "نحن الآن نتحدث عن عمليات لمكافحة الإرهاب، وإذا كانت إيران تنوي أن تنضم إلى هذا التحالف فعليها أن تكف أذاها عن سوريا واليمن، وكذلك أن تكف عن أعمالها التي تدعم الإرهاب في لبنان والعراق".
ووجد اعلان المملكة العربية السعوية عن تأسيس هذا التحالف ترحيبا دوليا كبيرا خاصة من الولايات المتحدة الامريكية التي نقلت قناة العربية تصريحات لجوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض قال فيها "نحن بالطبع نرحب بهذه الخطوة من جانب المسؤولين السعوديين، ونؤمن بأن هناك كثيراً من الخطوات والجهود التي يجب القيام بها فيما يتعلق بمكافحة داعش، وبصفة خاصة مواجهة الأفكار والأيديولوجيات التي ينشرها داعش على الإنترنت".
وأضاف إرنست خلال المؤتمر الصحافي للبيت الأبيض، الثلاثاء، أن "السعودية تقوم بدور مهم في مجال مكافحة داعش ومكافحة أفكاره على الإنترنت، وقد أوضح المسؤولون السعوديون أن هذا التحالف الإسلامي ليس بديلاً للتحالف الدولي التي يضم 65 دولة تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية".
وتضم قائمة الدول الـ34 الأعضاء كلا من: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وبنين، وتشاد، وجزر القمر، وساحل العاج، وجيبوتي، ومصر، والغابون، وغينيا، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والسودان، وتوغو، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية، واليمن.
وتشارك السعودية في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما أنها تقود تدخلا عسكريا في اليمن ضد مسلحي الحركة الحوثية الشيعية. وعبرت عن استعدادها لارسال قوات برية الى سوريا لتعزيز قوات التحالف الدولي في مي اقتال ضد تنظيم داعش.