2015-10-10 

حتى المال لا يكسر احتكار السلاح

يوسف الكويليت

معظم الدول العربية تطرق أبواب الكبار، فمن ساعٍ لجعله الصديق الصادق والقادر على تنفيذ الأدوار التي يريدها الأسياد الغربيون أو روسيا بمحاولاتها سد بعض الفراغات فهي ليست القبلة المطلوبة، وآخرون يقايضون الوطن والشعب والممتلكات في المحافظة على نفوذهم بدعم من يحميهم إقليمياً أو دولياً ولو على رقعة ربع الوطن.. ثلاث جبهات مفتوحة على المجهول أحدها ليبيا التي تشبه دولاً عربية في توطين الفوضى الدائمة، عناصر قبلية إخوانية وداعشية، وحكومة مجرّدة من القوة إلاّ بقايا مواطنين يذهبون بآمالهم تحقيق وحدة الوطن والمحافظة عليه، لكن رهانهم مرفوض، لأن الإخوان المسلمين محسوبون على قوة تركيا، وغيرها بموافقة ضمنية من أمريكا وحلفائها، ولذلك جاء منع تسليح الجيش التابع للحكومة وفق حسابات تشكك بحسم الأمور بالقوة العسكرية، وهي ازدواجية غير معروفة، فكيف نرى دول الأطلسي والمتحالفين معها يضربون بأسلحة جوية داعش العراق، وسورية ويميلون إلى هدنة مع داعش ليبيا رغم عدم الفوارق بالممارسات والأيدلوجيا والتوجه العام تعميم دولة الخلافة؟ عشائر الأنبار كانوا خط المقاومة ضد القاعدة، ومكافأتهم من المالكي جاءت بالحصار والتهجير والإبادة، وعندما لجأت فصائل منهم بدعم داعش للمحافظة على وجودهم وضرب عدوهم في بغداد، ثم بروز داعش قوة كبيرة جاءت كإعصار غير منتظر، ودفعت الحاجة الاستعانة بعشائر الأنبار بتسليحهم ولكن من خلال بوابة الحكومة العراقية، والتي ظلت ترى في هذا التصرف خطاً أحمر، لولا حاجتها أن تحاول وقف عدو شرس يتطلع أن يكون المعادل الأساسي من خلال انتشاره في العراق وسورية معاً، وبضوء نصف معتم من أمريكا.. الطرف الثالث المعارضة السورية وبقايا الجيش الحر، المطالبين بالدعم العسكري لمواجهة نظام الأسد، الذي كان سبباً في بروز القوى الإرهابية بما فيها حزب الله وإدخال إيران طرفاً أساسياً في مقاومة المقاومة المشروعة، وهنا جاء تذبذب الرأي الأمريكي بين خيار إسقاط الأسد، أو الرفض لذلك خوفاً من أن يكون البديل (اللادولة) كما يجري الآن بليبيا أو ترك الفراغ لمنظمات إرهابية قد تصبح خط النار في توسع مناطق التطرف في أكثر من بلد. مقابل ذلك صمت غريب عن تسليح إيران الحوثيين باليمن وحكومة الأسد ودعم القاعدة بكل الوسائل، وتحالف مستتر مع داعش التي لم نجد لها أي صدام معها، وهذه الحيرة يبددها التوافق السري على توزيع الأدوار ليبقى العرب في متاهة طويلة، وحتى الحذر من انقلاب موازين القوى ضد الحليف الحوثي، فمهمتها أسلوب تخريب المنطقة كسياسة قدمها المرشد في تعميم الثورة وليس المهم الانتصار، وإنما خلق ظروف تجعل العرب في حالة فقدان التوازن.. ليس هناك تفاؤل برؤية تكتل عربي، بل هناك تلاقي دول عربية وإقليمية على توزيع الأدوار، وخلفهما القوى المحركة لأحجار الشطرنج، وكلٌ باعتقاده، أنه يخدم مصالحه، لكن الحقيقة خارج هذه التصورات طالما دول المحور الإقليمي، وميدان اللعبة في الأرض العربية، أسرى من يقوّم الأوضاع ويرسم أهدافه عليها..

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه