2016-02-17 

استقرار البحرين : شوكة في خاصرة المطامع الايرانية

من واشنطن , خالد الطارف

لم تسلم أي من دول الجوار الايراني من التدخلات الايرانية في شؤونها الداخلية. وان وصل الامر احد قطع العلاقات الديبلوماسية خاصة من طرف عدد الدول الخليجية إلا ان ذلك لايمنع إيران على الإلقاء بسمها أينما اتجهت. ويبدو ان دول الخليج العربي على يقين بأن ضمان استقرارها لن يكون سوى عبر التنسيق المشترك لمجابهة الخطر الايراني المتنامي اولا وتهديدات التنظيمات الارهابية.

 

وهنا يمكن ان تكون البحرين خير شاهدة على هذا المشهد الاقليمي حيث يؤكد سايمون هاندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن في مقال تحليلي نشر في موقع معهد واشنطن ان إيران القت بظلالها على السياق العام للسياسة الداخلية في البحرين،. فمن حين لآخر، يعيد السياسيون الإيرانيون إحياء مطالبتهم الإقليمية بالبحرين.

 

مما لا يبشر بالخير أن حدة التوترات مع إيران قد ازدادت منذ توقيع الاتفاق النووي بين طهران ودول «مجموعة الخمسة زائد واحد» في تموز/ يوليو 2015. ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2015، وبعد اكتشاف مصنع لصنع القنابل جنوب المنامة يُقال إنه مرتبط بإيران، اتهمت البحرين الجمهورية الإسلامية كونها دولة راعية للإرهاب، وطردت السفير الإيراني واستدعت مبعوثها الخاص من طهران.

 

وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى تطبيق الديمقراطية في البحرين ، الأمر الذي دفع إلى المزيد من الاحتجاج الدبلوماسي البحريني. وفي كانون الثاني/ يناير 2016، وبعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران نتيجة لإعدام الشيخ الشيعي السعودي المتشدد نمر النمر، اتبعت البحرين خطى المملكة العربية السعودية وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وحتى تلك الآونة على الأقل، كان المعتدلون الشيعة في البحرين يعتبرون إيران حليفاً محتملاً وكانوا يسعون إلى الحصول على دعمها في سعيهم للإصلاح السياسي.

 

ولمواجهة التهديدات الايرانية التاريخية المتزايدة ، توسع الوجود العسكري الأمريكي في البحرين إلى حد كبير منذ الحرب بين العراق وايران بين عامي 1980 و1988 ، من خلال وجود مقر الأسطول الخامس في الجزيرة، ووصل إلى نحو ثمانية آلاف فرد. وفي عام 2014، أعلنت البحرين أنها ستموّل بناء قاعدة بحرية بريطانية أصغر حجماً، وبدأت تعمل على بنائها في عام 2015. أما الهدف غير المعلن للقاعدتين فهو مواجهة أي تهديد، والتهديد الإيراني بشكل خاص، لصادرات النفط من دول «مجلس التعاون الخليجي»، التي تلعب دوراً بالغ الأهمية في الاقتصاد العالمي.

 

يذكر ان العلاقات البحرينية الايرانية دائما ما تكون متوترة نتيجة للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية البحرينية وكانت الاضطرابات التي شهدتها البحرين بعد ما وصف بثورات الربيع العربي خير دليل وشاهد على النوايا الايرانية الخبيثة حيث سعى القادة الايرانيون الى تغذية الاحتجاجات . تدخل ردت عليه مملكة البحرين بإسقاط  الجنسية عن 5 مواطنين "أدينوا بالتآمر مع إيران" لتنفيذ هجمات داخل المملكة، كما حكمت عليهم بالسجن المؤبد.

 

كما اعتقلت وزارة الداخلية البحرينية 47 عضوا في خلية قالت إنها "مرتبطة بعناصر إرهابية في إيران"، و"تخطط لشن هجمات" داخل البحرينوعلى اثر هذه الأحداث  شبه وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الدعم الإيراني للتخريب في الدول العربية بتهديد تنظيم "داعش" للمنطقة، متهما إيران بتهريب أسلحة إلى البحرين. فإيران متهمة بتغذية الاضطرابات والاحتجاجات التي ضربت البحرين قبل أعوام، خلال الاحتجاجات التي سادت عددا من الدول العربية.

 

واذ يمثل التواجد الأمريكي على الأراضي البحرينية عاملا يدعم الاستقرار والامن في المملكة الى ان التوجه البحريني يذهب اكثر الى تدعيم التنسيق الإقليمي خاصة مع الدول الخليجية على غرار السعودية والامارات وقطر والكويت للمحافظة على الاستقرار في المنطقة ومجابهة التدخلات الايرانية المتكررة في شؤون البحرين. ويؤكد مراقبون بان انخراط البحرين في كل التحالفات العسكرية الخليجية الاخيرة من مناورات " رعد الشمال " الى التحالف العربي لمقاومة الإرهاب ليس سوى دليل على وعي قادة البحرين بان امن واستقرار المملكة لن يكون سوى بالتنسيق مع جيرانها.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه