2016-02-21 

مَنْ ينقذ صرح الفيفا ؟

من زيورخ، مهدي رشيد

تتجه كل الانظار الى المؤتمر الإستثنائي الذي سيعقده الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 26 فبراير 2016 لإنتخاب رئيس جديد خلفاً للسويسري جوزيف بلاتَر والذي سيكون مفصليا في توجيه دفة الفيفا اما لاستعادة بريقه وهيبته او  لكتابة اسطر النهاية لشرف صرح رياضي نخره  الفساد والمفسدون . المسؤول السابق في الفيفا ي غويدو طونيوني قدم تقييماً للمرشحين الخمسة ومدى قدرتهم على استعادة هيبة الفيفا في مقال نشر في سويس انفو.

 

ياتي المؤتمر الانتخابي بعد سلسلة من الفضائح التي هزت صرح الفيفا وابرز وجوهه وعلى راسهم السويسري جوزيف بلاتير الذي جمد نشاطه بسبب فضائح الفساد والرشوة شانه شان ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وجيروم فالكه الأمين العام السابق للفيفا.

 

وفي الأثناء، يطرح السؤال حول هوية الشخص الذي يُفترض أن يقود الفيفا إلى عصرها الجديد خاصة وسط التكهنات بشأن إحتمال إنسحاب رجل الاعمال الأفريقي الجنوبي طوكيو سيكسويل (62 عاماً) قبل الانتخابات ، لا سيما وأن الحَملة التي قادها لرئاسة الفيفا ظلت غائبة عن الأضواء إلى حَدٍ كبير.

 

أما المُرَشَحَين المُفَضَلين فهما البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة (49 عاما)، والمحامي السويسري جياني إنفانتينو (45 عاماً)، الذي حصل على دَعم الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (اليويفا) كمُرَشَّح بديل عن ميشيل بلاتيني الذي أوقفته لجنة الإخلاقيات في شهر ديسمبر عن مُمارسة أي نشاط لمدة ثماني سنوات.

 

الشيخ سلمان من جانبه  يؤيد صعود دول الخليج، التي تسعى - مثلها مثل قطر - إلى توسيع نطاق ثقلها الاقتصادي إلى عالم الرياضة أيضاً. وبالنسبة لـ جياني إنفانتينو، يتعلَّق الأمر بالعمل على تأمين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم النفوذ الذي تستحقه أوروبا داخل الفيفا بوصفها مركز الثقل الرياضي والتجاري لكرة القدم العالمية. ويرى المحامي السويسري أن وجود اتحادٍ أوروبي لكرة القدم معزول عن الفيفا لن يكون نقطة انطلاق جيدة لمستقبل الأخيرة، بسبب حاجتها للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، لكن اليويفا من جانبها ليست بحاجة للفيفا. وفي حال فوز الشيخ سلمان برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، سوف يتوقف الكثير على الأصول التي تنحدر منها الشخصيات الرئيسية في الإدارة.

 

وعلى الجانب الآخر، يُبقى الفرنسي جيروم شامباني (57 عاماً) -  ابرز المرشحين نظرا لبرنامجه المدروس الذي يعكس تفهماً كبيراً للمشاكل التي تواجهها كرة القدم العالميةويُعاهد شامباني في حال ترأسه للفيفا، بالسعي لتحقيق توازن مالي أكبر بين الأندية الرياضية الفقيرة وتلك التي أصبح تفوقها المالي يتزايد باستمرار. ولكن هذا المقاتل الوحيد  لا يتمتع بقاعدة نفوذ عريضة مثلما هو الحال مع الشيخ سلمان.

 

وهكذا يبقى الأمير علي بن الحسين (39 عاما) من الأردن، الذي - وعلى الرغم من فوزه بـ 73 صوتاً لا يُستهان بها في الجولة الأولى لانتخابات الفيفا الرئاسية في موفى مايو 2015 - لن يتمكن من تكرار هذه النتيجة، لأنّه حظي حينئذٍ بمساندة الاتحاد الأوروبي ضد سيب بلاتر بوصفه مرشح الإحتجاج. ومع غياب هذا الحافز اليوم إثر إبعاد بلاتر، يكون السؤال الأهم هو: إلى مَنْ ستذهب أصوات الأمير علي بعد خروجه من السباق - إلى الشيخ سلمان أو إنفانتينو؟

 

فَمَعَ إحتساب كل صوت في النهاية، لا شك أن النقلة التي ستحققها الأصوات المضمونة إلى حد ما، والتي سيحملها المرشحان معهما الى "اللعبة النهائية" التي يحتاج الفائز فيها لأغلبية 105 صوت من أصل 209 كبيرة. وفي الظروف الراهنة، من المُرَجِّح أن تكون النتيجة مُتقاربة جداً، إلّا إذا إتفق المُرشحان الرئيسيان في اللحظة الأخيرة على قيادة جديدة للفيفا يترأسها الشيخ سلمان مع الأمين العام الجديد لليويفا إنفانتينو كرئيس للإدارة، والتي تبدو حلاً عمليا.

وبغض النظر عن اسم الفائز برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يبقى السؤال المطروح هل سيتمكن هذا الصرح الرياضي من استعادة هيبته والضرب بقوة على يد الرشوة والفساد ام أن دار لقمان ستبقى على حالها

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه