أثار الوجه "الحازم" للسعودية في اتخاذ خطوات ردعية تجاه أعدائها أو من يهدد أمنها وأمن المنطقة العربية ويضع الاتفاقيات الثنائية معها موضع مساومة .عديد الأسئلة فهل أن المملكة العربية السعودية ماضية في تعهداتها بحماية المصالح العربية أم أن الديبلوماسية السعودية اليوم تتسم فعلا بالاندفاعية كما يصفها أعداء المملكة. أسئلة تطرح وجدل تثيره السياسة الخارجية السعودية الجديدة .حاول الاجابة عنها الدبلوماسي الألماني الأسبق ومدير معهد دراسات الشرق في برلين غونتر مولاك ، في حديث لـDWعربية.
يفسر الديبلوماسي الألماني الذي كان سفيرا لألمانيا في الكويت والبحرين وسوريا في التسعينيات، السياسة الخارجية السعودية "القوية" في التعاطي مع القضايا الإقليمية الراهنة ومع أعدائها على أنها ردة فعل طبيعية بما أن المملكة استوعبت الدرس من الاتفاق النووي الإيراني بين الولايات المتحدة وإيران وأيقنت بأنه لا مجال لتحالفات دائمة ولا مجال للاعتماد دائما على الولايات المتحدة الأمريكية في ردع الخطر الإيراني عن المنطقة حيث يقول مولاك " المملكة تسعى إلى لعب الدور الريادي في المنطقة العربية وبناء تحالف سني مع تركيا وقطر، وتسعى للخروج عن ظل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد خيبة أملها من الاتفاق النووي مع إيران". هو ما يتجلى خاصة في تدخل السعودية عسكريا في اليمن والموقف السعودي المتشدد ضد إيران."
نفس الرأي تذهب إليه جين كنمونت، نائبة المعهد الملكي للشؤون الخارجية "تشاتم هاوس"، وكبيرة الباحثين في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ، أشارت في تقرير جديد، أن "الجيل الجديد الذي يقود السياسة الخارجية (في المملكة العربية السعودية)، يسعى إلى استخدام أساليب جديدة للتجاوب مع بيئة متقلبة جدا، وأثبت استعدادا جديدا لاستخدام القوة العسكرية". لحسم القضايا الشائكة والمصيرية بالنسبة للسعودية.
ورغم أن الصائدين في المياه العكرة يعتبرون أن السعودية تبالغ في استخدام القوة في التعاطي مع القضايا الإقليمية. إلا أن الخبير الألماني يؤكد بأن الدور الريادي للمملكة والتي تعهدت منذ نشأتها على لعبه والتزامها بحماية المنطقة والمصالح العربية إضافة إلى أن ما تمتلكه من ترسانة عسكرية ضخمة يتيح لها مخاطبة أعدائها بهذه اللغة التصعيدية. وهي نفس المقومات التي تفسر تصريحات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لقناة سي آن أن الأمريكية والتي أكد فيها أن " "الأسد سيرحل إما بالسياسة أو سيتم إزاحته بالقوة".
في نفس السياق وردا على الاتهامات التي وجهت للملكة العربية السعودية على أنها تخاطر بفقدان عمقها العربي بعد تحذيرها رعاياها من السفر إلى لبنان على خلفية الخلاف القائم بين البلدين يؤكد الكاتب والمحلل السعودي خالد الدخيل أن ردة الفعل السعودية لها مبرراتها فكيف يمكن تفسيران بلدا عربيا يتلقى دعما على كل المستويات من المملكة يتقاعس عن رد الجميل ويمتنع عن التنديد بالهجوم على سفارتها في طهران رغم أن دولا أجنبية استنكرت الهجوم. إضافة إلى أن السياسة الخارجية السعودية دائما ما تجد من ينتقدها لان المنتقدين لن تقنعهم الديبلوماسية في الدفاع عن امن المنطقة ولا القوة حيث أن " البعض يتهم السعودية في السابق، أنها تدخر ملايين الدولارات وتكدس الأسلحة، ولا تفعل شيئا لصالح العرب، واليوم، عندما بدأت المملكة في الدفاع عن الهوية العربية، أصبحنا نُتهم بالاندفاعية".