احتدم الصراع بين المملكة العربية السعودية وايران في الآونة الاخيرة الى درجة أصبح فيها الامر مصدرا لقلق دولي خاصة من مغبة أن يتطور الخلاف اكثر وتكون له تداعيات كارثية على منطقة الشرق الاوسط مستقبل الاستقرار فيه.
صحيفة لو جورنال انترناشيونال الفرنسية سلطت الضوء على المستوى الخطير الذي وصلت اليه العلاقة بين البلدين. حيث يؤكد الصحفي ديمتري كرنيل أن تواصل الخلاف بين البلدين ولهجة التصعيد بين الطرفين سيكون لها تأثيرات كارثية على مستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط المشتعل اصلا بحروب ونزاعات في اليمن وسوريا ولبنان والعراق...
وبالعودة الى اسباب هذا الخلاف فان ردة الفعل الايرانية المتسرعة وإقدام عدد من المتظاهرين على احراق السفارة السعودية في طهران احتجاجا على شأن داخلي سعودي (اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر) يعد السبب الرئيسي في وصول النزاع بين البلدين الى هذا المستوى الخطير.
فبعد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والتي بادرت به المملكة العربية السعودية كردة فعل على الهجوم على سفارتها في طهران أحتدم الصراع أكثر في عدة محاور بين البلدين وخاصة في اليمن اين اتهمت إيران السعودية باستهداف سفارتها في صنعاء وهو ما نفته المملكة التي تقود تخالفا دوليا ضد مطامع الحوثيين المدعومين من ايران للسيطرة على اليمن والحكم فيه.
الامر ذاته بات جليا وواضحا في الازمة السورية حيث اشتعل الصراع أكثر بين قوات المعارضة التي تدعمها السعودية نظام بشار الاسد المدعوم من ايران ومن حزب الله الموالي له . وكذلك على المستوى الديبلوماسي ففي حيث ترفض قوى المعارضة السورية المجتمعة في الرياض المشاركة في مؤتمر جنيف الذي يشارك فيه النظام السوري المدعوم من ايران وميلشياتها في المنطقة.
الواجهتين اليمنية والسورية تعدان دليل وصول الصراع السعوي الايراني الى درجة الخطورة. وضع جعل الامم المتحدة والمجتمع الدولي يعبران عن قلقهما المتزايد من الخلاف بين البلدين ومن مغبة تأثيره على مستقبل الامن والاستقرار بين البلدين خاصة وان لا مؤشرات حتى الان لجلوس الطرفين على طاولة الحوار الانهاء هذا الصراع المحتدم.