أكد الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن السعودية تعد حجر الأساس للخروج بالمنطقة العربية من حالة عدم الاستقرار التي تعصف بها. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية أوضح محمد بن زايد أنّ قراءة القيادة السعودية للتطورات في المنطقة هي قراءتنا، ومن خلال العمل المشترك الذي يجمعنا مع الرياض والدول الشقيقة بإمكاننا أنّ نحقق الكثير على صعيد استقرار دولنا وتنميتها وازدهارها. وأعرب ولي عهد أبو ظبي عن اعتزازه بالشراكة السعودية-الإماراتية والتي تعود بالخير على البلدين والمنطقة، لافتًا إلى أنّ التلاحم الذي نشهده هو ما نصبو إليه وإلى تعزيزه دائمًا. وتجدر لإشارة إلى أنّ محمد بن زايد استقبل مساء السبت، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وبحثا العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالحهما المشتركة والاستراتيجية وفق رؤية قيادتي البلدين لتوثيق أواصر التعاون بينهما. وشدد الجانبان على أهمية نجاح الجهود المشتركة لدعم الشرعية في اليمن بما يعود خيرا على اليمنيين أمنا واستقرارا على المنطقة. وبحسب واما حضر اللقاء الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية، والشيخ طحنون بن زايد نائب مستشار الأمن الوطني، والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. وتتميز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بأنها استراتيجية، حيث يبدو جليا تناغم وتوافق الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية والوعي بخطورة التهديدات والتحديات المصيرية المحيطة بالمنطقة. وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا نوعيًا في مختلف المجالات، تترجم لتاريخ طويل من التعاون الاقليمي بين البلدين الشقيقين، اللذين ادركا مبكراً أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية عامة، ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة. ويبدو أن الرهان الحقيقي سيكون مبنياً في المستقبل على التعاون السعودي الإماراتي من اجل حماية المنطقة مما يحاك لها، وسعيا للاستقرار والأمان والسلام فيها، لا سيما وان ما يربط البلدين من علاقات تاريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية يجعلهما اقرب الى التآلف، خاصة وان الثقل الذي تمثله المملكة العربية السعودية، من شأنه ان يدفع الى نجاح اي تعاون ثنائي بين دول الخليج العربية، التي تعد تجربتها السياسية، في اطار مجلس التعاون الخليجي من أكثر التجارب حضورا ونجاحاً على الساحة العربية، والاقليمية ايضاً. يرتكز التنسيق والتعاون بين البلدين إلى جذور تاريخية وثقافية عميقة، يزيد من متانتها البعد الإسلامي ايضا، ويظهر ذلك جليا من خلال علاقات الود والمحبة والتعاون بين الشعبين الشقيقين، وهو أمر ساهم في ايجاد صيغة جلية لتعاون اقتصادي ايضاً، تجلى في وجود الكثير من الشركات السعودية التي وجدت ضالتها في رحاب الامارات التي اصبحت مصدر جذب ومناخ صحي، تماماً كما وجدت بعض الشركات التجارية الاماراتية في المملكة ساحة مهمة لنشاطاتها ضمن الاتفاق بين الأشقاء، وهذا الواقع لابد ان يجد مصالح مشتركة بين الشعبين الشقيقين، ويقوي من وشائج العلاقة بينهما. وبالتأكيد أن تداخل المصالح والعلاقات الشعبية بين هذين البلدين العربيين، يجعلهما حريصين جدا على استمرار العلاقات الاخوية بينهما، وهو ما وجود اللجنة العليا المشتركة للبلدين الهدف لتحويل هذه العلاقة الى علاقات اقتصادية مؤسساتية تشمل مختلف جوانب الحياة من اقتصادية واجتماعية وثقافية. وإذا رجعنا الى التاريخ قليلاً، نستطيع ان نتلمس تلك الروح الاخوية التي كانت تربط الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله - بالمملكة العربية السعودية، مثلما تربط هذه الروح ايضا القيادتين في الوقت الراهن، نظرا لإيمانهما بالجذور التاريخية العميقة لهكذا علاقة، واهمية تعزيزها من اجل البلدين معاً والمنطقة كافة.