أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المناطق السورية التي شملها وقف إطلاق النار تشهد هدوءاَ لليوم الثاني على التوالي، حيث نعم سكان مدينة حلب والعاصمة دمشق بليلة هادئة وحركة طبيعية صباح اليوم. لكن المرصد السوري أشار إلى ان طائرات حربية غير معروفة الهوية شنت غارات جوية مكثفة على بلدات في ريف حلب الشمالي والغربي تتمركز جبهة النصرة في واحدة منها. في ما يرجح مراقبون ان تكون هذه الطائرات تابعة للتحالف الدولي الذي اكد بان قرار الهدنة لا يشمل مناطق جبهة النصرة وتنظيم داعش.
و بعد مرور أكثر من 36 ساعة على بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال الهدوء يسيطر على اغلب المناطق المعنية بهذا الاتفاق حيث غابت أصوات الاشتباكات والقصف طيلة الليل، فيما تشهد هذه المناطق حركة طبيعية منذ الصباح. ونقلت مونتي كارلو عن شهود عيان ومواطنيين سوريين سعادتهم بالالتزام بوقف اطلاق النار حتى الان حيث يقول "أبو عمر (45 عاما) وهو يعمل في أحد الأفران في حي المعادي في شرق حلب "أشعر ببعض الغرابة لأننا اعتدنا النوم والاستيقاظ على أصوات القصف والاشتباكات" قبل ان يضيف "أما الآن فلا وجود لكل تلك الأصوات، أنا سعيد بذلك وفي الوقت ذاته حزين على تلك المناطق التي لم تشملها الهدنة وما زال سكانها يعانون.".
يذكر أن بدء تطبيق الهدنة انطلق منذ منتصف ليل الجمعة ـ السبت (26 ـ 27 شباط ـ فبراير) وهو الاتفاق الأكبر من حيث الإجماع بالالتزام به حيث تؤكد قناة روسيا اليوم ان نحو 100 فصيل مقاتل في سوريا وافق على الالتزام بهذه الهدنة. فيما استثنى الاتفاق تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة والمناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات .
الى ذلك طالبت روسيا من الولايات المتحدة الأمريكية تفسير عدد من الخروقات التي جرت في الليلة الاولى من بدء سريان الهدنة حيث أكدت وكالة انترفاكس أن " المركز الروسي للمصالحة السورية الليلة الماضية معلومات مفادها أن فصائل مسلحة اعتدت على مدينة تل أبيض السورية مدعومة بالمدفعية الثقيلة من الجانب التركي". يذكر ان الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قد اتفقتا على الاستمرار في التنسيق بشان الخروقات التي قد تحصل خلال هذه الهدنة من خلال خط ساخن وضع للغرض بين الجانبين.
وفيما يتواصل الالتزام حتى الآن بالهدنة تبقى المساعدات الانسانية والاغاثية الحلقة الأضعف والغائب الأبرز في اتفاق وقف إطلاق النار حيث لا تشير التقارير الميدانية الى الان الى وصول او دخول أي مساعدات إنسانية في انتظار تطورات بقية ايام الهدنة.