2016-02-29 

اتفاق الهدنة: الاتهامات تحاصر روسيا والسعودية تهدد بخيارات اخرى

من باريس فدوى الشيباني

 

يبدو ان المخاوف والتوقعات  بفشل اتفاق الهدنة في سوريا كان في محله فلم يكد يمر يومين على بدء سريان وقف اطلاق النار في سوريا حتى تعالت الاتهامات من كل الاطراف بافتعال خروقات تهدد مستقبل الاتفاق في قادم الايام. وان كانت روسيا قد ابلغت الولايات المتحدة بأنها سجلت خروقات في اول ايام الهدنة الا ان اصابع الاتهام تتجه اليها من طرف عدد من الدول  على انها هي من  تهدد مستقبل الهدنة وتنتهك الاتفاق.

 

 

حيث اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد بخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت (26 ـ 27 شباط ـ فبراير الجاري) عبر استهداف المعارضة التي تصنف بأنها معتدلةالجبير أكد في تصريحات نقلتها مونتي كارلو ان  "ثمة اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا".

 

قبل ان يضيف ان  "الموقف الروسي هو أن هذه العمليات تستهدف داعش والنصرة، بينما موقف الدول الأخرى أنه لا! هذه العمليات لم تستهدف داعش والنصرة بل تستهدف المعارضة المعتدلة". وتابع الجبير بان الايام القادمة ستكون حاسمة في معرفة مدى التزام الطرف الروسي والنظام السوري بالاتفاق وإلا فانه في حالة تأكد عدم جدية الطرفين في احترام شروط الهدنة وبنودها فان عدد من الخيارات الاخرى ستكون متاحة للرد على خروقات روسيا والنظام السوري للاتفاق .

 

يذكر ان الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة اعلنت في وقت سابق تسجيل 15 انتهاكا من قبل قوات النظام وحلفائها في اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذوما يؤكد بان الخروقات الروسية للهدنة قد بلغ مدى لا يمكن السكوت عنه هو دعوة فرنسا اليوم الى اجتماع طارئ لبحث انتهاكات اتفاق وقف اطلاق النار حيث اكد  وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو  في تصريحات نقلتها فرانس 24 أن فرنسا دعت إلى اجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا لبحث انتهاكات وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه مساء الجمعةوأكد أيرو ان هناك معلومات تؤكد حصول هجمات روسية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا.

 

وقبل الاتهامات الفرنسية والسعودية كانت الولايات المتحدة الامريكية قد وجهت انذارا شديد اللهجة للكرملين لوقف الهجمات والانتهاكات التي يقوم بها الجيش الروسي وما تبقى من القوات النظامية على مناطق نفوذ المعارضة المعتدلة في سوريا.

 

تطورات تؤكد عدم جدية الجانب الروسي في الالتزام باتفاق الهدنة وبأن الشكوك التي كانت تساور الكثيرين بان الكرملين والأسد كانا يريدان ربح الوقت بهذه الهدنة كانت في محلها. الى ذلك ستكون الايام القادمة مصيرية وحاسمة في تقرير مستقبل  اتفاق الهدنة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه