كيف ولدت ونشأت وترعرعت وكبرت قاعدة بن لادن؟ كيف أريق دمها وطويت صفحتها وانتهت قصتها وكتبت نهايتها على متن بارجة أمريكية لم يعرف حتى الآن تفاصيل دخولها واستباحتها أرض دولة تملك استخبارات قوية مثل باكستان. وبين كيف الولادة، وكيف الممات هناك من أراد لهذه الأرض من مشرقها إلى مغربها أن تكون جذوة متقدة بنيران لا تنطفئ، وقطعة عذاب وطريقاً موحشا لا يطمئن فيه السائرون على حياتهم ومالهم وأولادهم وأرضهم وما ملكت أيديهم من فتات الدنيا. ترهلت القاعدة وأصابتها الشيخوخة ولم يعد اسمها يدغدغ مشاعر من تفيض أفئدتهم إلى العالم المجهول. صارت هذه القاعدة مثل ذلك الدقيق المنثور فوق الأشواك في يوم عاصف كما يقول بيت الشعر الشهير للأديب السوداني الراحل إدريس جماع.. صارت هذه القاعدة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. ولم يكن للقاعدة أرض خصبة وأسس صلبة أقوى من الماء نفسه.. كانت مترهلة وضعيفة ومفضوحة.. كانت أوهن من بيت العنكبوت. مجرد قارورة مشروبات غازية صنعت في أمريكا والله وحده أعلم من أروت ظمأه قبل أن تقذف بين حجار صغيرة في قاع جبال موحشة ضربتها الشمس الحارقة فأصابها الصدأ وتجمعت حولها القاذورات. القاعدة صناعة أمريكية خالصة تماماً كما هي الطائرات والسيارات والوجبات السريعة وأجهزة الآي فون.. حتى الأمريكان أنفسهم لا يتعاملون بحساسية أو خجل أو تجاهل مع هذه الحقيقة الدامغة الضاربة في أعماق الواقع المرير. هناك عشرات الاعترافات الضمنية والمباشرة تروي كيف تدخل الأمريكان في لحظة زمنية حاسمة وصنعوا قوة مقاومة شعبية من الداخل الأفغاني لمجابهة فكرة التمدد الشيوعي والغزوة السوفيتية في أواخر السبعينيات الميلادية، ولعل ما قاله مدير المخابرات الأمريكية تلك الأيام روبرت جتس في مذكراته (من الظلال) يكفي كشهادة إثبات للدور الأمريكي الواضح والصريح في نشوء القاعدة وتطور قدراتها العسكرية والإستراتيجية والبشرية حتى انتهى شهر العسل بضرب برجي التجارة ليتغير العالم بأسره وينتقل مصطلح الإرهاب من القواميس والأبحاث وألسنة الساسة إلى كلمة تلوكها نشرات الأخبار في كل مكان حول العالم..انتهت القاعدة.. لم يبق منها ما يستحق الذكر والتذكير. جاءت بولادة قيصرية تحت أجنحة الظلام وماتت برصاصة تشبه تلك التي أطلقها الصربي غافريلو برينسيب قبل مائة عام بالضبط باتجاه الأرشيدوق فرانز فرديناند ونشبت على أثر ذلك الاغتيال المروع الحرب العالمية الثانية والتي حصدت أكثر من تسعة ملايين إنسان. رصاصتان واحدة مجهولة وأخرى معروفة. لكنهما تتشابهان كما تتشابه الأجنة داخل الأرحام. اليوم يتمخض العالم عن جنين جديد أصاب هذا العالم بالحيرة والخوف والهلع والترقب.. يجتهد الباحثون ويحلل الخبراء العسكريون ويضع قراء التاريخ بضاعتهم على قارعة الطريق ويدلى المفسرون المتخصصون في الجماعات المتطرفة بدلوهم.. يصدر كتاب هنا وآخر هناك.. يشرح صوت من هنا وصوت من هناك. أصوات يكاد يصيبها الجفاف كبئر في قلب صحراء مقفرة، فالوليد الأسود ألغى كل القراءات والنظريات وسرعان ما بدأ ينمو ويحبو ويعيش مرحلة المراهقة والطيشان والاندفاع وبيده قبس من نور مخصصة لمن تقطعت بهم السبل وأصابهم اليأس والحرمان وبحثوا عن الخلاص في أحلام وأيام ومسلسلات الحور العين.. وباليد الأخرى يحمل جذوة مشتعلة بالنار ويركض وسط غابات الهشيم. غابات من الأشجار البالية سريعة الاشتعال.. هذا كله لا يعني شيئاً.. على الأقل شيء ليس جديداً يثير الأنظار والانتباه إلى اتجاه آخر.. هذه كلها حقائق لا تحتاج إلى اجتهادات وأدلة. لكن بالفعل لماذا لا يكون هناك اتجاه آخر ولاعب آخر وزاوية أخرى يمكن من ثقبها الصغير رؤية الصورة داخل بروازها الكبير وبكل وضوح: من المستفيد الأول والرابح الأكبر من ظهور ما يسمى بالدولة الداعيشة في هذا التوقيت بالذات..هذا هو السؤال.. أما الإجابة فتستحق رمي عشرات الاحتمالات. وهنا فقط نضطر للعودة مرة أخرى لحقبة الحرب السوفيتية على أفغانستان. إنها اللعبة ذاتها، والتاريخ لا يعيد نفسه دائماً. فعلتها أمريكا من قبل، فلم لا يفعلها الروس الآن.. هناك أسباب كثيرة تدعم أن يكون الداعشيون صنيعة روسية.. قبل أربعة أعوام وقبل أن تنتفض درعا وشقيقاتها على الأسد المحاصر في جبل قاسيون لم يكن لافروف اسماً لامعاً في العملية التفاوضية الدولية.. الثورة السورية بالذات أعادت الروس إلى قوتهم الناعمة وجعلت منهم مجدداً لاعباً أسياسياً في أي مواجهة مرتقبة بين الأقوياء.. صحيح أن الروس يملكون أحد الأصوات الخمسة النافذة في مجلس الأمن المشلول.. لكن ذات المجلس لم يكن صاحب قرار ينتظره العرب بشغف قبل جرائم طاغية دمشق.. هذه حقيقة حتى وإن كانت مؤلمة لجهات ليس المجال حاضراً للحديث عنها في هذا السياق.. منذ أكثر من عامين دخلت داعش بجيشها الأسود وبعدتها وعتادها إلى الأراضي السورية.. احتلت الرقة وفرضت نفسها على البلاد والعباد وأقامت شرعها وشريعتها المتوحشة فقتلت وأزهقت وجنت وتجنت بطريقة ما أنزل الله بها شرعا ولا سلطانا. لم يطلق عليها الأسد المراوغ طلقة واحدة كما هو حاله وأبيه مع بني إسرائيل منذ عشرات السنين رغم أن الرقة كانت فعلياً وسياسياً وعسكرياً وإدارياً أول مدينة تسقط من مظلة الدولة الأسدية. أساساً الداعشيون أنفسهم لم يكن الأسد وعصابته أحد أهدافهم.. الواضح من تسلسل الأحداث والمعارك أنهم كانوا يبحثون عن موطئ قدم.. فيدخلون تلك القرى والمدن التي أرهقت المعارضة المسلحة نفسها بتحريرها من أيدي جنود بشار وشبيحته.. هذه واحدة.. لم يكن النظام السوري ومواجهته وقتاله هدفاً داعشياً أبداً.. على الطرف الآخر كان النظام يغض الطرف عنهم ويعرف عز المعرفة إنما جاؤوا للقتال نيابة عنه فترك لهم مهمة إشغال معارضيه دون أن تنتهك قواه وتستهلك أسلحته.. وطالما الحديث عن هوية العصابة الداعشية واللبنة الأولى في تأسيسها والذي أضحى كتنبؤات أهل البادية لأماكن هطول الأمطار البعيدة في تلك الأزمنة الغابرة فإن احتمالية أن يكون لعوالم الدواعش عالم يتمثل في خديعة كبرى هو كلام يمكن احترامه على أقل تقدير. داعش في سوريا كانت ولازالت مجموعة شباب مندفع جاءت لاهثة من دول الخليج ومصر وتونس والمغرب وأوروبا وأمريكا.. كانوا يقاتلون تحت شعارات دينية خطط لها في العراق وتحت رؤية روسية عميقة وبعيدة المدى.. الهدف ليس سوريا أبداً.. كانت سوريا بالنسبة للقادة الداعشيين مجرد مباريات تجريبية قبل خوض النهائيات الرسمية على أرضهم وبين جماهيرهم في العراق والتي تمثل لهم أرض الأمل.. داعش الحقيقية هي بقايا جيش صدام حسين.. رعاها ودعمها الروس الذين كانت تربطهم مع قادتها روابط وعلاقات تاريخية.. في قناة الجزيرة القطرية اعترف أحد رجال العشائر وبزلة لسان بعلاقتهم الوثيقة وتحالفهم القوى مع داعش. هذه الحركة بقوتها وتنظيماتها وانتشارها وقدرتها على التغلغل والمراوغة لابد أن يكون وراءها رؤية ومخطط دبر بليل وحبك ورسم بعقلية تعرف كيف تخدع الكثير من البسطاء والمغفلين والهائمين على وجوههم طمعاً في تحقيق أهداف انتهت وتلاشت كما تتلاشى الأجيال والأزمنة وتلك السحب العابرة فوق البحار في يوم صيف شديد الحرارة.. مثل هذه الإمكانيات العقلية والذهنية والدهائية تتوفر في جماجم القابضين على مقاليد الحكم في العاصمة الباردة موسكو.. يعرفون تماماً طبيعة المنطقة وقبل ذلك يعرفون كيف يفكر أهلها وأصحابها وناسها وأبناؤها.. لقد حاربوهم سنوات.. وعاشروهم سنوات أخرى.. رجعت روسيا تجر أذيال الخيبة والمهانة والخسارة والهزيمة في كابول.. لكنها على ما يبدو جاءها الوقت المناسب لتنتقم ممن جرعوها المرارة وتذيقهم من نفس الكأس بعد ثلاثين عاماً تقريباً. قبل أكثر من خمسة أشهر نشرت الجارديان البريطانية تقريراً مثيراً عن القيادات الداعشية وأشارت إلى أن نائب خليفة الموصل فاضل الحيالي وهو ليس سوى ضابط بعثي من مخلفات الجيش الصدامي.. بقية الأسماء في الدائرة الضيقة لم تكن معروفة.. الخليفة نفسه أبوبكر البغدادي الذي هو أساساً إبراهيم الدوري.. هذا أيضاً بعثي.. قبع خلف القضبان العراقية عقب سقوط بغداد على أيدي الأمريكان لأسباب لا علاقة لها أبداً كونه شخصية لها علاقة بأحداث اليوم.. لم يكن اسماً منتمياً لأي جماعة إسلامية متشددة.. إلى وقت قريب جداً لم يكن أحد يعرفه. في العادة من ينتمي إلى هذا النوع من الجماعات العقائدية المؤدلجة إنما يرتبط معها في وقت مبكر وفي ريعان الشباب حيث سنوات الاندفاع وعدم الاندماج بالحياة بشكلها الاجتماعي التقليدي.. الذين يلتحقون بهذه الجماعات وتلك المعسكرات على الأغلب شاب لم يستطع تجاوز مرحلة المراهقة دون الوقوع في شراك حبال تزينها لهم الشياطين.. يقولون لهم كلمة حق يراد بها باطل.. يقولون لهم كلام فتنة.. ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والضياع والدمار.. كنت في البداية أتشكك بصحة ومصداقية ما ذهبت إليه فكرة الصناعة الروسية للداعشيين حتى سمعت ورأيت خليفتهم يصعد المنبر ويلقي الخطبة الأولى والأخيرة في جامع الموصل الكبير.. بعدها أيقنت وتأكدت وآمنت بأن القصة وراءها ما وراءها.. عشر دقائق خطب فيها بالناس.. لم يكن مفوهاً وكلمنجياً وصاخباً ومجلجلاً كما هو المفترض برجل جاء ليكون خليفة للمسلمين في مثل هذا الزمان.. ظهر البغدادي هادئاً ووقوراً وكأنه في مشهد سينمائي تمثيلي لمدة قصيرة وقال في خطبته وهو يتحدث للمسلمين أجمع: لقد وليت عليكم ولست بخيركم.. يريد فقط استنساخ ما قاله الصدوق أبوبكر الصديق رضوان الله عنه .. البغدادي بخطبته أو تمثيليته السريعة والخاطفة لم يكن يريد سوى أن تصوره الكاميرات لتكتمل إحدى فصول المسرحية المحبوكة تلك الخطبة المسجلة في سجلات التاريخ الأسود وراءها وأمامها عشرات الثغرات التي تناقض واقع جاء يفرضه البغدادي على الناس .. داعش صناعة روسية هدفها الأول والأخير استعادة العراق من القبضة الإيرانية.. الروس يعرفون تماماً أن طهران استولت على العراق بمباركة واشنطن.. قبل خلعه وتنحيته بأشهر هرع المالكي إلى موسكو بقرار من الملالي من أجل إبرام صفقة تسلح بقيمة أربع مليارات دولار لعلها تعيد بوتين وجهابذة صناع القرار الروسي عن المشروع الداعشي لكن الوقت على ما يبدو قد تأخر وخرج عن السيطرة وطارت الطيور بأرزاقها.. في الحرب على داعش تقف موسكو موقف المتفرج.. أمريكا كانت مرتبكة.. أساساً هي دائماً لا تقرأ المنطقة العربية بشكل صحيح إلا بعد فوات الأوان.. داعش أرسلت الفتيان المتحمسين إلى سورياً.. تركتهم يكتوون بنيران الحرب هناك ويقدمون لها الدعاية المجانية كجبهة حرب ستأكل الأخضر واليابس.. القادة الحقيقيون ظلوا في الموصل بانتظار ساعة الحقيقة.. احتلوا المدنية العراقية الكبيرة في غضون أربع ساعات دون أن تطلق رصاصة واحدة.. على ماذا يدل هذا.. لو افترضنا أن هناك خيانة ومؤامرة من داخل الجيش العراقي كما يدعون فهل بهذه السهولة والليونة يمكن أن تسقط مدينة ضخمة وكبيرة ومترامية الأطراف يتجاوز سكانها المليون ونصف المليون ويعلن أهلها بعد أيام قليلة أن داعش تعاملهم أرحم من المالكي مليون مرة .. المالكي نفسه شعر بارتكاب حماقات جعلت من قادة الأحزاب والفصائل الشيعية تنقسم في شأن تقرير مصيره.. بعضهم أراد أن تتكاتف الجهود لانقاذ الدولة من عودة البعثيين التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى والتجند وراء المالكي ومن ثم النظر في قضية استمراره.. الفئة الثانية رأت أن يزاح هذا المالكي من المشهد وهذا ما حدث والإتيان برئيس وزراء شيعي جديد عقاباً للمالكي الذي سمح بأن ينجح جيش صدام السني البعثي بلملمة أوراقه وترتيب صفوفه لدرجة أن يخرج عزت الدوري ويهدد بقرب الاستيلاء على بغداد. ما تفعله داعش في الرقة وحلب ودير الزور ليس هو نفسه ما تفعله في الموصل وضواحيها.. في المدن والقرى السورية يقتلون ويسفكون دماء الأبرياء لأن آله الدعاية خدعتهم وقالت لهم أنكم ذاهبون هناك لمقاومة الخطة الأمريكية التي صنعت المعارضة السورية وعليكم بإحباط فريق ليبرالي علماني جاء ليحتل الشام بأسلحة قادمة من البنتاجون يحملها جنود يقاتلون تحت مظلة ما يسمى بالجيش الحر.. فاذهبوا إلى هناك وقاتلوهم حيث ثقفتموهم ولا تنسوا أن تقيموا شرع الله والذي جاء ليحرقكم فاحرقوه وصوروه ولا تأخذكم به رأفة.. في الموصل يملك الداعشيون البعثيون المال والفكر وخارطة طريق واضحة المعالم.. جيش قرر الحاكم السابق للعراق الأمريكي بول بريمر أن يرميه في مزبلة التاريخ.. ذلك الجيش الكبير العملاق هل أصبح بكل تلك البساطة نسياً منسياً.. هل صار فقاعة صابون.. هل جنوده وضباطه وألويته هم مجرد ممثلون كومبارس انتهت مهمتهم في إحدى دور السينما الرخيصة.. بالطبع لا.. وألف لا داعش التي عاثت في سوريا فساداً وخراباً هي جماعة إرهابية تنطبق عليها كل مواصفات الهلاك المبين.. داعش العراقية هي حركة ما كان يسميه القوميون العرب بحركات المقاومة الوطنية.. يقول زبيجينو برجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد كارتر: إن الإرهابيين لا يتساقطون من السماء.. وتقول الكاتبة المصرية الشهيرة نوال السعداوي: إن الإرهاب لا ينبت من الأرض.. وبين السماء والأرض هناك مدن وقرى سورية وعراقية وعمامات سوداء ورواية روسية عن الحرب والسلام ربما تحصد الأوسكار الأمريكي في حفلة لا يحضرها سوى المتفرجين الحمقى من أبناء جلدتنا الذين لديهم الاستعداد للمغامرة في عالم لم يعد يعرف الفرق بين الحقيقة والخيال. قبل هذا وذاك لا تنسوا أو تتناسوا أن الجيش العراقي الصدامي السني البعثي غزا الكويت وكانت مطامعه أبعد بكثير من السالمية والجهراء.. أيضاً لا تتناسوا أن داعش السورية تعايش معها الايرانيون وحزب الله والأسد وشبيحته.. بينما أرسلت طهران حرسها الثوري وطائراتها وجندها وأموالها لمقاتلة داعش الموصل.. أهناك فرق.. بالطبع.. وإلا لماذا توقف الأمريكان عن دعم حليفهم المالكي قبل رحيله في حربه على جماعة إرهابية تهدد مصالحهم في دولتهم الديمقراطية التي بشروا بها بمجيء رئيس مثل نوري المالكي الذي رفض مغادرة السلطة رغم سقوطه أمام إياد علاوي بالصناديق قبل خمس سنوات. ولماذا يجد الداعشيون الدعم والمناصرة والمؤازرة من قطاعات كبيرة في العراق ولا يجدونها في سوريا.. إنها أسئلة الدماء الباردة وما أكثر ما سفكت هذه الدماء برعاية أكاذيب وخرافات الربيع العربي.. ضربت روسيا من وراء الحركة الداعشية عصافير كثيرة.. أكدت للعالم أن حليفها فيلسوف دمشق وأرجواز الديمقراطية الجديدة بشار الأسد يحارب الإرهاب.. تركت من جاؤوا إلى كابول ليقاتلوها في السبعينيات شظايا في حرب قذرة.. انتصرت على الأمريكان في المؤتمرات الدولية بالضربات القاضية .. أخذت نصيبها من الكعكة العراقية .. وجهت رسالة للإيرانيين بعدم اللعب مع الأمريكان من ورائها.. قالت لدول الخليج إنها عادت بقوة إلى الشرق الأوسط. وفي الختام بين داعش العراق وداعش سوريا هناك تفاصيل صغيرة تجد فيها ظلام كادح في آخر النفق ينبعث منه صوت هامس يصلح لأغنية رومانسية مردداً قصيدة حالمة مطلعها..إن الأكفان لا تصنعها أيادي الأمريكان والإرهابيين فقط ... ربما هناك أصابع أخرى.. هل وصلت الرسالة .. السلام ... السلام ..!!