السعودية تحمي حدودها

أجرت السلطات السعودية، السبت، تدريبات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 1500 عنصر من مختلف الأجهزة والقطاعات الأمنية في المملكة. وأقيمت التدريبات بالقرب من مركز "سويف الحدودي" مع العراق شمال عرعر. تجدر الإشارة إلى أنّ تنظيم "داعش" فشل فجر ،الأحد، في الهجوم على مغفر عراقي حدودي مع السعودية وتمكنت قوات حرس الحدود العراقية من التصدي لهجوم تنظيم "داعش" على مخفر عراقي حدودي مع السعودية، وقتلت عدد من عناصر التنظيم وإصابت آخرين. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في تصريحات صحافية أنّ "قوات حرس حدود صادرت العديد من السيارات التي تخص عناصر التنظيم بعد تصديها لهجوم عناصر (داعش) على مخفر (محفور مجنة) في الأنبار على الحدود العراقية مع السعودية. ويذكر أنّ تنظيم "داعش" بث في نهاية العام الماضي تسجيلًا صوتيًا لزعيم تنظيم أبي بكر البغدادي وكان من أكثر النقاط التي لفتت نظر المحللين هو تركيز البغدادي في كلمته بصورة لافتة على المملكة العربية السعودية حيث وصفها في تسجيله الصوتي بأنها "رأس الأفعى ومعقل الداء" على حد قوله. وجه في كلمته دعوة صريحة لأنصاره بشن هجمات في السعودية حيث قال " لا مكان للمشركين في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم" وحدد لهم الأولويات فحرضهم أولا على قتل الشيعة قائلا " عليكم أولا بالرافضة" على حد قوله ثم حرض على استهداف الأسرة الحاكمة في السعودية قائلا "مزقوهم إربا ، نغصوا عليهم عيشهم وعما قريب تصلكم طلائع الدولة الإسلامية". ويجمع كثير من المحللين على أن هذه هي المرة الأولى التي يفرد فيها زعيم تنظيم "داعش" هذا الحيز في كلمته للملكة العربية السعودية كما أنها المرة الأولى التي يدعو فيها أنصاره لمهاجمة أهداف فيها وبصورة محددة. ويبدو أن الأجهزة المختصة في المملكة العربية السعودية على دراية منذ فترة طويلة بالخطر المحدق الذي يمثله "التنظيم" على حدودها ،فقد حشدت المملكة أكثر من ثلاثين ألف جندي على حدودها الشمالية مع العراق تحسبا للخطر الذي يشكله التنظيم. ويقول فرانك جاردنر محرر الشؤون الأمنية في البي بي سي والمطلع على الشأن السعودي إن تنظيم "داعش" "يوجه أنظاره تجاه المملكة العربية السعودية ، تلك البقعة التي شهدت بداية ظهور الإسلام والتي تعد أكبر دول العالم إنتاجا وتصديرا للنفط". ويضيف جاردنر "لم يشر المتحدث في هذا المقطع إلى المملكة العربية السعودية بهذا الاسم الذي اشتق من اسم العائلة المالكة "آل سعود"، والتي لا يقبل التنظيم سلطتها في البلاد أصلا، مستخدما بدلا من ذلك كلمة "بلد الحرمين" في إشارة إلى مكة والمدينة" وفي تحليله للموقف السعودي يقول جاردنر " إلا أن الكثيرين يلقون باللائمة على السلطات السعودية في ظهور التنظيم بهذه السرعة، ويتهمونها بتمويل وتصدير فكر إسلامي متشدد أصبح يمثل نقطة عبور أولى نحو فكرة الجهاد والعنف" وترفض الحكومة السعودية بشكل قاطع إلقاء اللوم عليها في ظهور تنظيم "داعش" مشيرة إلى أن ذلك نابع من الفوضى التي أحدثتها الحرب الأهلية في سوريا والسياسيات التمييزية التي تمارس على السنة في العراق من قبل الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.