الخياة - اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) أهم لوبي لإسرائيل في الولايات المتحدة ومؤتمرها ضم هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بين المتحدثين. مع أن اللوبي له موقف علني ضد وصول أي منهما إلى البيت الأبيض.
اسم آخر لفت نظري بين المتحدثين في المؤتمر السنوي هو ستيفن إيمرسون، وهذا متطرف مثل كل مَنْ له علاقة باللوبي، فأذكر أنه كتب عن مناطق في بريطانيا «يحتلها» المسلمون ويحظر على غيرهم دخولها. هو شمل بيرمنغهام، ثانية مدن إنكلترا في عدد السكان، بين المناطق المحظورة على غير المسلمين ما جعل رئيس الوزراء ديفيد كامرون يقول في مقابلة تلفزيونية: «هذا الرجل أحمق بالكامل». أكتب اليوم وغداً عن كلينتون وترامب وموقف أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة منهما، أي أنصار الاحتلال والقتل والتدمير. وأسجل مرة أخرى أن فلسطين من النهر إلى البحر، وكل إسرائيل أرض فلسطينية محتلة. ثم أكمل بتيد كروز وأسماء أخرى مطروحة للترشيح.
أبدأ بترامب الذي قال في مؤتمر «أيباك» أنه يهودي فلم يستفد شيئاً لأن المنظمين اعتذروا للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرهم عن قلة أدب ترامب في الحديث عن الرئيس باراك أوباما. وتوقفت قبل أيام عند رسالة مفتوحة عن الطامح إلى جنة الرئاسة الأميركية كتبها أعضاء جماعة الأمن القومي في الحزب الجمهوري.
هم قالوا أنهم يختلفون على أمور كثيرة، ولكنْ لديهم إجماع ضد وصول ترامب إلى الرئاسة. هو إجماع إسرائيلي الهوى، وبعض الموقعين لهم تاريخ قذر في الدفاع عن دولة أبارتهيد مجرمة. الاسم الأول بين الموقعين (أبجدياً) هو كن أدلمان وبعده ديفيد أدسنك وهناك دانيال بلومنتال وماكس بوت بين أول عشرة موقعين. بين آخر عشرة أسماء كان هناك آلبرت وولف ودوف زاخيم وروجر زاخيم وفيليب زيليكوف وروبرت زوليك ولورنس زوريف.
بين أول عشرة أسماء وآخر عشرة أسماء كان هناك كثيرون من أنصار إسرائيل، أو أعداء العرب والمسلمين، مثل راؤل مارك غيريشت ودانيال بايبس. وفي حين لا أتمنى لأحد منهم أن يصاب بزكام أجد أن ليس لي رأي فيهم سوى الاحتقار. هؤلاء لن يؤثروا في حملة ترامب، وأراهم مقصرين عن النساء فموقف ترامب السلبي منهن جعل كثيرات يخترن من المرشحين الآخرين.
ليس هذا رأيي وحدي فقد قرأت مقالاً كتبه فيليب جيرالدي في موقع إلكتروني ليبرالي عنوانه «كره ترامب، يمكن أن إسرائيل هي السبب». الكاتب يقول أن الحدة والعمق في ما ينشر ربما كان سببهما إسرائيل. ترامب تحدى فكرة أن تؤيد الولايات المتحدة إسرائيل أخطأت أو أصابت وأصر على أن تكون واشنطن معتدلة في التعامل مع إسرائيل وخصومها.
قرأت مقالاً عنوانه «هل تستطيع إسرائيل التعامل مع الرئيس ترامب» كتبه شمويل روزنر، وخلص فيه إلى القول أن إسرائيل تحتاج إلى تأييد أميركي علني من الحزبين، لكن ترامب له نزعة انعزالية في السياسة الخارجية وحكومة نتانياهو خاب أملها فيه. الآن ترامب يحاول إصلاح علاقته مع اليهود وإسرائيل، ومستشاروه في السياسة الخارجية محافظون جدد أيدوا كل حرب على العرب والمسلمين. بين مستشاري ترامب اللبناني الأصل وليد فارس، فلعله يفيد.
أستطيع أن أعود إلى بضعة عشر مقالاً من نوع ما سبق، إلا أن المجال ضيق فأختار رأي وليام كريستول، «مرشد» المحافظين الجدد، في مطبوعته «ويكلي ستاندرد» فهو كان كتب مقالاً قبل ثلاثة أشهر عنوانه «لا ترامب ولا هيلاري»، وهو كرر هذا الرأي قبل أيام، وتحدث عن أمله بهزيمة ترامب قبل مؤتمر الحزب الجمهوري. رأيه هو رأي إسرائيل وأنصارها، رأي أعداء العرب والمسلمين الذين سعوا إلى قتل مليون عربي ومسلم في العراق. هؤلاء يجب أن يُحاكَموا لينتصر الحق والعدالة والإنسانية.