تعاني صورة المملكة العربية السعودية في أوروبا وخاصة في فرنسا من حملات تشويه ممنهجة و من رضوخ الرأي العام الأوروبي دائما تحت مسلمات الاحكام المسبقة، وضعية دفعت السعودية الى البحث عن سبل وأدوات جديدة لتوضيح الصورة الحقيقية للمملكة وسياستها الاقليمية والدولية التي دائما ما يساء فهمها.
صحيفة تشالينج الفرنسية أكدت بأن عدد من وكالات الاتصال الفرنسية عهد اليها ملف سوء الفهم في فرنسا وإيضاح الصورة الحقيقية للملكة العربية السعودية في فرنسا ومنها وكالات "ببلسيس" و "ايماج 7" و " آيدل كونسلتينغ"، حيث تؤكد المتحدثة السابقة بإسم " آرنود منتبيرغ" سهام سويد وهي المسؤولة الحالية على وكالة " آيدل كونسيلتينغ " بأن السعودية تعاني من سوء فهم كبير في الشارع الفرنسي الذي تكبله عدد من الاحكام المسبقة والبروباغندا الاعلامية وحملات التشويه الممنهجة ".
وتنقل الصحيفة الفرنسية عن ديبلوماسي فرنسي أن السعودية ترى بأن سياستها ومواقفها دائما ما تفهم في فرنسا وأوروبا على نحو خاطئ منذ حادثة شارلي ايبدو الارهابية في فرنسا وما رفقها من حملات تشويه للسعودية وللاسلام". وهو مايؤكده عدد من القادة السعوديين الذين يعتقدون أنه ليس خطأ السعودية أن يتم ينضم فرنسيون الى تنظيم داعش وعلى الفرنسيين أن يبحثوا على مطية أخرى ليفسروا هذه الظاهرة غير إتهام السعودية.
الصحيفة الفرنسية أكدت أيضا أن هذه الوكالات ساهمت في تكذيب الاشاعات والاحكام المسبقة بنحو محدود حيث قامت وكالة بيبليسيس مثلا بتغطية زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاخيرة الى باريس ونقلت الموقف السعودي الرسمي الذي عادة ما يساء فهمه، كما قامت وكالة "ايماج 7" و وكالة "آن مويو" بإرسال 3 صحفيين لتغطية فعاليات مناورات رعد الشمال ولنقل الرسالة الحقيقية التي تريد السعودية وحلفائها إيصالها للعالم من خلال هذه المناورات. وهو ما نقلته وكالة "آن مويو" التي أكدت بأن هدف المناورات هو التنسيق لمحاربة ومكافحة التنظيمات الارهابية وما يريده السعوديون أيضا هو أن تفهم رسالتهم على النحو الصحيح وبأن تحترم وجهة نظرهم.
بالتوازي مع هذه المساعي الاتصالية السعودية تضيف صحيفة "تشالينج" الفرنسية أن تعيين عادل الجبير المختص في الاتصال والسفير السابق للملكة في واشنطن على رأس وزارة الخارجية السعودية وكذلك تعيين المدير السابق لقناة العربية عادل الظريفي على رأس وزارة الاعلام هي خطوات سعودية ذكية للفوز بالمعركة الاتصالية التي ثبت بأنها مهمة جدا في السياسة الخارجية لاي دولة في الوضع الراهن.