الرياض - يقولون إن العالم النامي لا يحفل بالتأكد من سلامة الإنجاز. فإذا كانت القطعة، محرّكاً كانت أو إنشائية تحتاج إلى أربعة مسامير كي تثبت، وتقاوم الزمن. ويكفي أن تُثبت بثلاثة مسامير، فستجد غالبية مهندسي أو مقاولي العالم الثالث لا يحرصون على العدد، وإذا كان الأمر يمشي بثلاثة مسامير (فالأمر سهل) فيها الكفاية، بغض النظر عن ما قد ينتج عن ذلك من مخاطر.
وأبحرت إلينا من الغرب جملة أو هي عبارة أو مصطلح يقال لها (كراش بروغرام) أي البرنامج السريع لإجراء إنجاز معيّن على حساب برنامج قديم. أو حشر تنمية لم تكن في الأصل موجودة، وإنما دعت إليها ظروف المرحلة. كأقرب مثل أقول برنامج صحي أو بيئي أو تعليمي. والجديد لم يكن إلا حاجة قديمة غفلنا عنها، ونريد الآن إلحاقها ببنية قديمة. والبعض يسميها (فيس لفتنج).. نعم تأتي تلك وتُنجز. لكنها (المسمار الرابع) فقد تأتي عبئا على البنية القديمة (توسيع مستشفى مثلا) يأتي على كتف المشروع القديم، فيلتهم الوضع البيئي (التحسيني) من ممرات وحدائق وبيئة صحية للمستشفى ومراجعيه. وهذا (الكراش) يُدمّر الوضح القديم ويتقاطع مع مقوماته الفنية من كهربائية ووسائل اتصال. والنتيجة طبعا (شوربة!).
فلا يمكن أبداً عمل (كراش بروجرام) لتزويد بيئة بمياه الشرب، متأسسة على شبكة قديمة أكل عليها الزمن وشرب. وأعتقد أن الكلمة عنت (السريع). بشرط أن يأتي معه ببنية تُناسب المرحلة، لا أن يُركّب أو (يُلصّق) على شبكة قديمة أو على رسوم وبيانات وإحصاءات عُملتْ قبل سنين.
وكلامي هذا ينطبق على جسور وأنفاق داخل المدن، لم تُحسب حسابات فنيات مستجدة ولا توقعات كانت مجهولة للمصمم.
وذكر موقع ناشونال جيوغرافيك أن طائرة سقطت، ولم يعثر المحققون على أسباب سقوطها، إلا من رجل عادي التفكير (ليس بروفيسوراً ولا عالماً). قال لهم إن أسلاك كهرباء توجيه الرادار زادت حرارتها. لماذا؟ لأن الذين يغسلون الطائرة نسوا فتحة هواء بارد لتبريد الأسلاك. وكانت تُغلق فقط أثناء الغسيل. وتُفتح بعد الانتهاء من الغسل.. سبب بسيط، أو مسمار رابع نسوا لولبته.