أثارت زيارة اوباما الى السعودية وتصريحاته خلالها سيلا من الانتقادات و الجدل بين من يعتبرها "توبة" متأخرة عن أخطاء اقترفها في حق التحالف السعودي الامريكي التاريخي وبين شق آخر يعتبر تصرفات اوباما وتصريحاته مواصلة في سياسة الهروب الى الامام رغم أن الزيارة وصلت الى طريق مسدود ولم تثمر ارتباطات كبيرة ولا تغييرات ملحوظة وفق عدد من المراقبين.
ويذهب في هذا الاتجاه مؤسس اللوبي السعودي في الولايات المتحدة سلمان الانصاري الذي اعتبر في حديثه لسي أن تصريحات اوباما التي اكد فيها بان التنسيق المشترك لمكافحة الارهاب لا يزال قائما مع حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين بانها بمثابة "التوبة المتأخرة" ذلك أن دول الخليج والكثير من دول الشرق الأوسط يشعرون بأنه قد طفح الكيل من السياسة الامريكية في المنطقة، بما أن الرئيس أوباما لم يلتزم بالأمور التي قال إنه سيفعلها. وهو ما يؤكد بأن المشكلة الاساسية هي أن الرئيس أوباما ليس لديه فهم واضح للعلاقات الشرق أوسطية، "وهذا كان واضحا جداً عندما رأينا كيف تم تسليم العراق إلى إيران على طبق فضي"
الى ذلك علق الديبلوماسي الامريكي تشاز فريمان على تصريحات الامير تركي الفيصل وتصريحات اوباما قائلا " أعتقد أن الأمير تركي كان يحاول القول إن اهتماماتنا تغيرت، ولكن ما زال لدينا مصالح مشتركة ومهمة ولكننا فقدنا العديد غيرها. لذا، من وجهة النظر الأمريكية، نحن بحاجة إلى السعودية، نحتاجها لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، ونحتاجها كمكان نستطيع الطيران من فوقه كقوة عالمية، ونحتاجها أيضاً كمتحدث للعالم الإسلامي."
وأشاد الديبلوماسي بالعمل والمجهودات الكبيرة التي تقوم بها السعودية في مكافحة الارهاب وخاصة تنظيم داعش. ومن وجهة نظر فريمان فلن تؤثر المشاكل واختلاف وجهات النظر على مستقبل العلاقات الامريكية السعودية الضاربة في التاريخ مؤكدا " لا أعتقد أن علاقة الدولتين على وشك الطلاق، كل ما في الامر ان هناك مطبات وهم يحاولون إبقاء صورة سلمية أمام العالم بينما يستمرون بحل مشاكلهم وراء الكواليس".