شعور غامر من الطاقة الإيجابية والسعادة أحاط بي خلال حضوري حفل برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، شعور لمسته في وجه كل من صادفته هناك! ليست المرة الأولى لحدوث ذلك ولا المشاركة الأولى لي في هذا الحفل ولكن كان له هذا العام بُعد آخر ونكهة أخرى، فما الذي اختلف؟
سؤال فكَرت به ملياً، ووجدت الإجابة بين سطور التغييرات غير المسبوقة التي شهدتها الإمارات بإطلاق مفهوم مبتكر لدور الحكومات بإنشاء وزارات للشباب والسعادة والمستقبل، وقبل ذلك المبادرات المتتالية للتحول الذكي سواء إلى حكومة ذكية أو مدينة ذكية. مبادرات أرادت عبرها حكومتنا الرشيدة أن تعلن عبرها أن مفهوم ودور العمل الحكومي قد تغير وانتقل إلى المستقبل منذ الآن!
فما كان يعتبر تميزاً في السابق وحتى ساعة اختتام حفل هذا العام لم يعد كافياً بنظري، فالتميز في عصر حكومة السعادة والمستقبل والشباب والحكومة الذكية له متطلبات خاصة مثله مثل صياغة الذهب فلكل عيار ما يليق به. وهو أمر لخصته عبارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله): "أرى بعض المسؤولين قد تراخوا هذا العام، ولم يحققوا نتائج إيجابية على صعيد التنافس الحكومي، اعتقاداً منهم بأنهم وصلوا القمة، وتوقفوا عن المثابرة والتطوير في عملهم، وهذا اعتقاد خاطئ، وعليهم ابتداء من اليوم وحتى الدورة الـ 20 من برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، أن يعملوا جاهدين لتطبيق منظومة الجيل الرابع للتميز الحكومي المعمول به في الحكومة الاتحادية".
فما حظيت به وغيري ممن حضروا الحفل كان جرعة سعادة وطنية بنكهة التميز، وربما ما جعلني أقرب هذا العام من التجربة هو مشاركتي كمقيَمة في مراجعة ترشيحات إحدى فئات البرنامج، أمر لمست عبره المجهود الكبير الذي يبذله كل واحد وصولاً إلى النخبة التي تم تكريمها سواء من الأفراد أو المؤسسات يوم أمس.
رحلة تميز امتدت على مدار عقدين تقريباً وذكرى ميلادها العشرين أعلم أنا أنها لن تكون كأي عام سبق! وهو ما أعلنته توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لـ منسق عام البرنامج باتخاذ الخطوات التنفيذية.
بينما سيعمل القائمون على برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز بهندسة وتطبيق أفضل الأسس الإدارية والعلمية كما عهدناهم، ستكون المهمة الأكبر على عاتق كل مؤسسة وموظف حكومي أن يضع نصب عينيه كلمات صاحب السمو: “لا بد للحكومات أن تراجع دورها، دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم.. خلق البيئة، وليس التحكم فيها.. تمكين الناس، وليس التمكن منهم.. وظيفة الحكومات خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم، نعم وظيفة الحكومات هو تحقيق السعادة".
لذا فعند مراجعة كل مؤسسة لخططها وأدائها تمهيداً لتطبيق منظومة الجيل الرابع للتميز الحكومي، يجب أن يكون تميزها بنكهة السعادة!
جرعة ابداع