خبراء: الصندوق السيادي سيجعل المملكة رقما صعبا في المالية الدولية

حظيت الرؤية السعودية 2030 باهتمام اعلامي وعالمي منقطع النظير لجرأتها وشموليتها ولتشخيصها العقلاني لواقع الاقتصاد السعودي ومستقبله في ظل تراجع اسعار النفط.

خطة ستضمن للاقتصاد السعودي الاستقرار بعيدا عن الارتهان لأسعار النفط من خلال عدد من الاجراءات يجمع المحللون ان اهمها هو  انشاء  اكبر صندوق سيادي في العالم.

و تكمن اهمية هذه الخطوة بان  الصندوق الذي يعتبر الاكبر في العالم بما ان قيمته تتجاوز الفي مليار دولار متفوقا في ذلك على  صندوق النرويج البالغ حوالى 800 مليار يورو، او صناديق دول الخليج او آسيا. وهو ما سيمكن السعودية من التعامل مع التحول الاقتصادي براحة اكبر حيث يؤكد  الخبير الاقتصادي لدى مصرف "ساكسو بنك" كريستوفر ديمبيك لوكالة الانباء الفرنسية  أنه من الواضح ان هذا سيغير الوضع بشكل جلي، اذ يستعد هذا الصندوق لاتخاذ المنحى ذاته لصندوقي قطر والنروج، وهما صندوقان سياديان يعملان بشكل جيد جدا".

 ويضيف الخبير الاقتصادي في شركة "اوريل بي جي سي" جان لوي مورييه ان الصندوق سيكون له وقع على الاسواق العالمية ولو انه من الصعب تقدير حجم هذا التاثير في الوقت الحاضر. ولفت مورييه الى ان "السعودية ستستخدم على الارجح بصورة جزئية اموالا ناتجة من العائدات النفطية المتوافرة اساسا، ما سيحد من الاستثمارات الجديدة".

ورغم اهمية هذا الصندوق ورغبة السعودية في الانفتاح على الاستثمار الخارجي والقطاع الخاص الا ان الخبراء يؤكدون بان المملكة لن تستثمر  في الصناعات الغربية الناجحة والمعروفة، بالنظر الى الحساسيات السياسية وحماية المصالح الوطنية. رغم  مساهمة ولو صغيرة في مثل هذه الصناعات من شأنها ان تكسبها نفوذا، كما مثلا بالنسبة الى صندوق قطر السيادي الذي تبلغ قيمته 250 مليار دولار والذي يساهم في شركة فولكسفاغن الالمانية ومحلات هارودز البريطانية. ويساهم الصندوق النروجي بكثرة في الاسهم الاوروبية، ملتزما بمبادىء تحظر عليه مثلا شراء اسهم في شركات تبغ.

وان كانت الرؤية السعودية متحفظة الى حد ما في حماية المصالح الوطنية السعودية وسيادتها الا ان عدد من الخبراء يؤكدون بان قيمة الصندوق المالية والرؤية السعودية الطموحة ستجعل من الاقتصاد السعودي خلال سنوات  رقما صعبا في ترتيب الاقتصاديات العالمية وفي هذا السياق يؤكد مورييه لوكالة الانباء الفرنسية ان  لدى السعودية الوقت الكافي لبناء اقتصاد بديل، لكنها ادركت حجم تعويلها على البترول، واهمية ان تبدأ بالتخلص من هذا في وقت مبكر. وهو ما يفسر توجه السعودية الى الاستثمار في السياحة او في الطاقات المتجددة وخصوصا الطاقة الشمسية.