فشلت المساعي الكويتية والاممية في اقناع الوفد الحكومي اليمني المفاوض بالعودة الى طاولة المحادثات بعد مطالبته بضمانات دولية للعودة للحوار على خلفية ما اعتبره سياسة التصعيد التي ينتهجها الحوثيون في أكثر من محور للقتال في اليمن.
وكان وفد الحكومة اليمنية المفاوض في الكويت، قد علق مشاركته في المشاورات، على خلفية اقتحام الحوثيين لواء العمالقة، وهو احد أضخم معسكرات الجيش اليمني، في محافظة عمران شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، في تصعيد مفاجئ، قالت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي انه يهدد بنسف مشاورات السلام في الكويت. ويتمسك وفد الحكومة اليمنية بتعليق مشاركته في جلسات محادثات السلام في الكويت احتجاجا على ما اسماه "استمرار الخروقات العسكرية" من قبل الحوثيين وحلفائهم وفق ما نقلته اذاعة مونتي كارلو الفرنسية. كما يطالب الوفد الحكومي بضمانات دولية لوقف الأعمال القتالية ورفع الحصار عن المدن وإيقاف الهجمات العدائية لجماعة الحوثيين ضد خصومهم السياسيين والمدنيين للعودة لطاولة الحوار .
ويعتبر لواء العمالقة من أهم اسلحة الجيش اليمني، وهي التي قادت المعركة ضد جماعة الحوثيين في الحروب الستة التي شنتها الدولة في محافظة صعدة خلال الفترة من 2004 وحتى 2010، فضلا عن حرب صيف 1994 ضد الانفصاليين الجنوبيين.
من جانبه وإن ابدى تفهمه لانسحاب الوفد الحكومي فقد دعا الوسيط الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد، كل الاطراف الى الانخراط بحسن نية وحكمة في هذه المشاورات التي يعول عليها اليمنيون في احلال السلام . وأضاف ولد الشيخ احمد في بيان له " نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن وخارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني"، نقلا عن اذاعة مونتي كارلو الفرنسية.
و ما يعقد الوضع اكثر هو أن من جماعة الحوثي تنفي كل اتهامات الوفد الحكومي متهمة بالتحشيد والتحضير للحرب في محافظات مارب وشبوة وتعز. الى ذلك عاد التوتر العسكري مجددا بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين وحلفائهم من جهة اخرى ليسطر المشهد اليمني، وسط تحذيرات من تازم الوضع الانساني في عدد من محافظة اليمن المحاثرة من طرف الحوثيين.