تتهيّا صناعة الساعات السويسرية للدخول في مواجهة تحدي "الساعات الذكية" وبات من المؤكّد أن "النسخة السويسرية" من الساعات الرقمية" قادمة. و في الوقت الذي عُرضت فيه "ساعة آبّل" للجمهور، لابد أنّ تلجأ الشركات السويسرية إلى استخدام نقاط القوة التي بحوزتها لخوض "صراع العمالقة" الذي يلوح في الأفق. ومن المفترض أنّ النماذج الأولى، والتي تعود إلى مجموعة Festina Suisse تكون معروضة على منصات صالون " بازل وورلد"، أكبر معرض للساعات في العالم، الذي يفتتح أبوابه يوم 19 مارس الجاري. وتستعد مجموعة "سواتش" الرائدة في مجال صناعة الساعات لإطلاق جيل جديد من الساعات الذكية. ورغم التردد الذي طبع موقفه بشأن خوض هذه المغامرة، أعلن كولا حايك، الرئيس التنفيذي لمجموعة سواتش، الشركة العالمية الرائدة في مجال الساعات، في فبراير الماضي أن شركته ستصنّع ساعة ذكية في غضون ثلاثة أشهر. وتخطط بعض الشركات السويسرية الأخرى، كشركة Tag Heuer لخوض هذه المغامرة، ويتوقّع إطلاق ساعتها الذكية المرتبطة بالإنترنت في نهاية العام الجاري. وأكد غزافيي كونتس، مؤسس مجموعة "Watch Thinking" أن "بحوزة سويسرا امكانات تكنولوجية هائلة، وهي مجهّزة بطريقة أفضل من ولاية كاليفورنيا لافتكاك موقع متقدّم في هذه السوق". ويسود نفس الإعتقاد الشعور المركز السويسري للإلكترونيات والتكنولوجيات الدقيقة، بنوشاتيل (CSEM)، حيث تنصبّ الجهود منذ خمسة عشر عاما على تطوير تقنيات دقيقة جدا (مجهرية في بعض الأحيان)، معدّة ليحملها الإنسان. واتهم المسؤول على مشروع البحث في هذا المركز السويسري يانس كراوس، وسائل الإعلام والمحللون الماليون بالتقليل من قدرة صناعات الساعات السويسرية على رفع التحدي الذي تمثله الساعات الذكية، مؤكدًا أن سويسرا تمتلك كل مهارات التكنولوجيا الدقيقة والتقنيات الإلكترونية لإنتاج ساعات ذكية ذات جودة عالية، وجمالية جذّابة". ووصف يانس انتظار قطاع الساعات لرؤية المنحى الذي ستتخذه سوق الساعات الرقمية "بالذكيّ نوعا ما". ويشرح لكسافييه كونتس الصورة التي ستكون عليها الساعات الذكية المستقبلية قائلًا "ستكون عبارة عن جهار تحكّم عن بعد لإدارة الأشياء القريبة منا، مثل السيارة، والحاسوب، أو التشغيل الآلي للمنزل، وستسمح لحاملها القيام بالعمليات المالية مع البنك أو المراكز التجارية". ويبدو أن شركة سواتش اختارت هذا النهج، وأعلنت أنها بصدد التفاوض مع ميغرو، وكوب ( Coop )، أكبر مجموعيْن تجاريتيْن سويسريتيْن لبيع المنتجات الاستهلاكية، من اجل شراكة في مجال استخلاص الأسعار بواسطة الهواتف النقالة. وتتسلّح الساعات السويسرية بثلاث مزايا كبرى في مواجهة القوة المالية لشركات 2.0 العملاقة، الكفاءة في مجال التحكّم بالطاقة، والاستدامة، والخبرة في مجال الصناعات الفاخرة وفقًا غزافيي كونتس. وأضاف "يجب علينا أن ندع لآبل سيارات 2CV، وابتكار سيارة فيراري ذكية (متصلة بالشبكة)، المستهلكون تعبوا من الأشياء التي يجب شحنها أو استبدالها باستمرار". أما في ما يتعلّق بالمسألة الملحة المرتبطة باستهلاك الطاقة يتم التفكير في إيجاد العديد من الحلول في سويسرا. ففي مجموعة مصانع فوشار (Vaucher)، وهي شركة متخصصة في انتاج الحركات، يسود اعتقاد بأن المستقبل يكمن في الجمع بين الحركة الميكانيكية والواجهة الإلكترونية في الساعات. وهذا من شأنه الحفاظ على الخبرة الفريدة التي تتمتع بها صناعة الساعات السويسرية من جهة، ويحافظ على الوظيفة الأصلية للساعة في نفس الوقت. ويشدّد تاكاهيرو هاماغوشي على أن هذا النوع من مولّدات الطاقة سبق أن طوّرته مجموعة مصانع فوشار، والآن لابد من إيجاد شركاء مهتميّن في سويسرا او في الخارج لتطوير هذه الساعات الهجينة". استخدام غير قانوني لبراءات الإختراع تمثّل الطاقة الشمسية، المستخدمة بالفعل من خلال إطار ساعة "تي- تاتش" المخترعة من شركة تيسّو السويسرية، كذلك بديلا محتملا، تماما مثل البطاريات طويلة المدى، ويبدو أن شركة سواتش تراهن على هذا الحل الأخير. ولكن بالنسبة لمعظم الخبراء، فإن الحل للوصول إلى ساعة ذكيّة مكتفية بذاتها على مستوى طاقة التشغيل يكمن في حسن اختيار التطبيقة المناسبة من جملة التطبيقات المتوفّرة، وفي الحد من استهلاك الطاقة. في المركز السويسري للإلكترونيات والتكنولوجيات الدقيقة، وهي مؤسسة بحثية متخصصة بالكامل لنقل التكنولوجيات إلى المجال الصناعي، تتدفق الطلبات من كل الجهات، وهو ما يؤكّده يانس كراوس قائلا: "تعبّر شركات دولية وكذلك شركات سويسرية في مجال صناعة الساعات عن رغبتها المتزايدة في استخدام تكنولوجياتنا وكذلك براءات الاختراع". أنتجت شركة "سوني" الجيل الثالث من الساعات الذكية. (Keystone)