الحياة - مازالت أنتظر نتائج دراسة سلوك أربعة آلاف نوع من البعوض، لأعرف مزاج هذا الكائن العجيب الذي دوّخ وزارات وأثخن في امتصاص الدم والأموال، في 2013 أعلنت وزارة البلديات إطلاق مشروع هذه الدراسة، قالت إن إنجازها يستغرق 24 شهراً، نحن الآن في عام 2016 على ما أعتقد، أحياناً أشك في التقويم هل هو دقيق أم لا! ولم أطّلع على نتائج لهذه الدراسة، بحثت في موقع وزارة البلديات فلم أجد حتى الخبر القديم عن إطلاق المشروع.
أنا مهتم بدراسة سلوكيات البعوض، وكنت أعتقد أن هناك 3 آلاف نوع من البعوض في العالم من معلومات قديمة، فأنارت بصيرتي الوزارة بذلك الخبر أن هناك أربعة آلاف منها، ولا أدري هل كلها مستقرة عندنا أم ربما نستورد بعوضاً لدراسته؟ أقول إنني مهتم بسلوكيات كل أنواع البعوض حتى الذي يمشي منها على رجلين ثنتين.
طبعاً هذه ليست الدراسة الوحيدة التي يعلن عنها ولا تظهر لها نتائج، والإعلان عن «الإطلاق» تم في سنوات الوفر المالي، بما يعني أنها انطلقت، أما أين وصلت؟ فالله أعلم، وأهمية البعوض تأتي من أهمية الأمراض التي ينقلها، وقد أصبحت الحميّات من الأخطار، وبعضها استقرّ واستوطن على رغم كل «مشاريع» المكافحة ورصد الأموال، الله يذكر أيام البلايين بالخير.
ما الذي ذكّر بدراسة البعوض؟ الحقيقة تصريح لوزارة البلديات في مؤتمر التخطيط الحضري أعلن أنها «تعكف» على دراسة مؤشرات ازدهار المدن السعودية تشمل 17 مدينة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. أيضا نتائج الدراسة بعد عامين..!
الدراسات عندنا تنتج عنها دراسات تتوالد مثل توالد البعوض، وتكاثر الأخير ينبئ عن مستوى واقع ازدهار المدن السعودية.
يمكن أن تحصل على مؤشر قياس خاص بك، من خلال مدى انتشار كائنات معيّنة في بيئة معيّنة، لتكتشف وضع هذه البيئة، وما الذي أو من ازدهر فيها؟ يمكنك معرفة وضع الوزارات أيضاً ومدى التحسّن في أعمالها، البعوض مؤشر للبلديات، وسوسة النخيل للزراعة، وكورونا للصحة، وبقية الجهات أترك للقارئ اختيار ما يراه مناسبها لقياس أدائها.