2016-05-10 

الأقاليم «العربية» ورؤية أوباما

عبدالعزيز السويد

دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما، المنتهية ولايته بعد أشهر، إلى تقاسم للنفوذ بين السعودية وإيران. الدعوة لتفاهمات على الطريقة الأميركية الإيرانية في العراق يريد السيد أوباما «والإدارة الأميركية من ورائه» أن تصبح هي الرؤية المعتمدة للعالم العربي.

 

وهذه الرؤية هي في واقع الأمر تشريع أميركي «رئاسي» للتدخلات والهيمنة الإيرانية في مختلف الدول العربية، من اليمن إلى لبنان مروراً بالعراق وسورية، وهي تتطابق مع خطط الأقاليم في العراق وسورية منذ إطلاق مصطلح «المثلث السني» في العراق، مع الغزو الأميركي البريطاني المدعوم أسترالياً.

 

والمراقب لردود فعل الإدارة الأميركية على ما يحدث من تطورات في العراق وسورية يستطيع إدراك أن الإدارة الأميركية تنسق مع الإيرانيين أكثر مما تواجه مشروعهم التوسعي أو تحاول الحد منه، فهذا ليس من أولوياتها، بل إن استدراج القوى الإقليمية إلى مزيد من الصراعات هو هدف أميركي أساسي في صلب استراتيجية واشنطن، وهي نجحت في تحقيقه بتغذية الأطماع الفارسية في العالم العربي. ومن المؤكد أن الرؤية الأميركية لليمن العربي بجنوبه وشماله لا تختلف عن ذلك.

 

في العراق، ومع حضور أميركي ملموس سياسياً وعسكرياً، تتعامل إيران مع بلاد الرافدين تعاملها مع ولاية إيرانية، والأدلة والشواهد أكثر من أن تعد، وتصريحات مستشاري المرشد الإيراني، مع لجوء كل القوى السياسية العراقية تقريباً إلى طهران عند كل أزمة مفتعلة، دليل على من يمسك بجهاز الريموت كونترول.

 

الشخصيات المتصارعة شكلاً على السلطة في العراق لا تخرج عن العباءة الإيرانية، مهما كانت حزبيتها المعلنة أو انتماءاتها الطائفية. تم رفد الأحزاب «العراق إيرانية» بميليشيات مسلحة واستطاعت إيران صناعة الحشد الطائفي الشعبي كبديل للجيش «الوطني» العراقي الذي تعمّد الأميركي إفشاله.

 

تتسيّد إيران واجهة الصراع ضد العرب، على أراضيهم وفي دولهم، نتيجة لأطماع وأحقاد تاريخية ملتفة بالعباءة الطائفية، إلا أن الاستغلال الأميركي لهذا واضح المعالم، إما مباشرة بحضور سياسة واشنطن في المشهدين السوري والعراقي أو بصورة غير مباشرة من طريق أساليب مبعوثي الأمم المتحدة بالتبريد والتسخين، وهي أساليب لا تصدر من أشخاصهم فهم ليسوا إلا منفذين، واجهات لا تختلف عن الساسة والميليشيات الطائفية الذين باعوا أنفسهم لطهران. ومن المتوقع، مع اقتراب المرشح «ترامب» من البيت الأبيض، أن تكون السياسة الأميركية في المنطقة العربية أكثر وضوحاً في استخدام أطماع ملالي طهران

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه