لا يخفى على مراقب للوضع ولحاضر العلاقات السعودية الامريكية الفتور الكبير الذي يلف الاجواء بين واشنطن والرياض.
وضع زادته محاولة بعض الاطراف الامريكية الزج من جديد باسم المملكة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر تازما خصوصا وانه قد يعصف مجددا بما تبقى من حبل الثقة بين البلدين خاصة مع تأكيد الرياض على أنها جاهزة للرد على هذه الخطوة الامريكية بسلاح الديون الامريكية لدى المملكة. فما قيمة وقدرة هذا السلاح السعودي؟
سؤال ظل دون إجابة الى أن كشفت وزارة الخزانة الأمريكية، عن حقيقة الديون الامريكية لدى السعودية والتي ظلت صامدة السرية لاكثر من 40 عاما. حيث أصدرت الوزارة الامريكية وفق وكالة سبوتينيك بيانات كشفت حجم الدين الخارجي للولايات المتحدة لدى السعودية والذي بلغ اعتبارا من مارس/ آذار 2016 نحو 116،8 مليار دولار، وبالتالي دخلت الرياض ضمن قائمة أكبر عشرة دائنين لدى الولايات المتحدة.
ووفقا لما نقلته سبوتينيك عن صحيفة " بلومبرغ"، كشف المسؤولون الأمريكيون عن حجم الدين بعد أن هددت المملكة، في أبريل/ نيسان الماضي، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببيع أصول المملكة في الولايات المتحدة والتي تبلغ حوالي 750 مليار دولار، إذا تبنى الكونغرس مشروع قرار يسمح بمقاضاة المسؤولين السعوديين.
يذكر أن الديون الأميركية تجاوزت عتبة 15 تريليون دولار عام 2011، أي ما يوازي نحو 100% من الناتج المحلي الإجمالي. وهو ما جعل الساسة الأميركيين يحذرون من أن استمرار وتيرة الارتفاع في حجم الديون السيادية للاقتصاد الأميركي فإنه قد يبلغ عتبة 23 تريليون دولار عام 2015. ووفقا لهذه الاحصائيات فإن نصيب كل مواطن من هذه الديون يبلغ 58,437 ألف دولار.
ويثير تصدر الولايات المتحدة الامريكية لقائمة دول العالم الاكثر دينا في العالم مخاوف السياسيين الامريكيين حول مستقبل الولايات المتحدة الامريكية وارتهانها للديون الخارجية. وتتقدم الولايات المتحدة في قائمة ترتيب الدول في حجم دينها الخارجي على المملكة المتحدة التي تحتل المرتبة الثانية بدين خارجي يبلغ 9،6 تريليون دولار وفرنسا في المرتبة الثالثة ب5،75 تريليون دولار وألمانيا في المركز الرابع ب 5،55 تريليون دولار أما المرتبة الخامسة لاكثر دول العالم دينا خارجيا فهي لكسمبورغ ب 3،47 تريليون دولار كحجم لديونها الخارجية.