أنهى الكشف عن محتوى الصفحات ال 28 من التقرير السري لتحقيقات 11 من سبتمبر، الجدل الذي كاد يعصف بالعلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض. نشر الصفحات أكد بأن كل المشككين والمصطفين ومن بينهم مسؤولون أمريكيون وراء فكرة دور محتمل للسعودية في الأحداث كان يعيشون وهما لا غير.
في هذا السياق نشرت foreign policy الأمريكي مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه بأن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت مصالحها مع أحد حلفائها التاريخيين للخطر بسبب مزاعم لا جدوى منها، مشيرا بأنه كان على واشنطن أن تكثف تنسيقها مع الرياض لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ومحاربة الارهاب لأنه في الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر إدانة للسعودية في هذه الأحداث لم تظهر تمكن أحد ذئاب داعش المنفردة من قتل 49 شخصا في أورلاندو ولاية فلوريدا الامريكية.
ويضيف أندرو باون صاحب المقال بأن نشر الصفحات ال 28 السرية من التحقيقات حول إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر مثلت صفعة قوية لنظرية المؤامرة التي روجها السناتور الأمريكي السابق بوب غراهام والذي إدعى بأن المملكة العربية السعودية تدير شبكة من عملاء المخابرات في الولايات المتحدة كانوا محور مؤامرة الإعتداء الارهابي في 11 سبتمبر من سنة 2001.
بما أن الافراج عن هذه الصفحات في الأسبوع الماضي جعل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية و مدير وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض ، واللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث 11/09 متأكدين بما لا يدع أي مجال للشك بأنه لا ارتباط بين السعودية وذلك الاعتداء الارهابي.
ورغم السرية الكبيرة التي أعطت المشككين مجالا كبيرا للتخمين وصنع المؤمرات إلا أن هناك عدد من الأمريكيين كان يشكك أصلا في قيمة هذه الوثائق التي لم تأتي بالجديد لأن الولايات المتحدة كانت متأكدة منذ البداية بأنه لا علاقة للسعودية بهذه الاعتداءات.
ودائما وفق المركز الأمريكي فقد كانت الصفحات تفترض وجود دور للأميرة هيفاء بنت فيصل، زوجة الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي آنذاك في الولايات المتحدة على أنها كانت حلقة الوصل الحاسمة لاثنين على الأقل من منفذي إعتداء 11/09 الارهابي من خلال توفير الدعم المالي لهم. وهي المزاعم والإفتراضات التي تبين أنها لا تعدو ان تكون مجرد مزاعم وتخيلات.
إلى ذلك ذهبت مزاعم الصائدين في المياه العكرة إلى الحديث عن دور لضباط الاستخبارات السعودية في الولايات المتحدة في هذه الاعتداءات من خلال الاتصال بالارهابيين وهو تبين كذلك مجرد بأنه مجرد وهم. حيث خلص المحققون في لجنة 9/11 و أجهزة الاستخبارات ان هذه الادعاءات لم تكن صائبة.
وهو نفس مصير الادعاءات التي ذهبت إلى إتهام جمعية الحرمين الخيرية السعودية التي تنشط في الولايات المتحدة بتمويل الخاطفين والارهابيين لكن المحققين كالعادة لم يعثروا على أي معلومات تفيد بصحة هذه الادعاءات.
هذا وختم براون مقاله بإنتقاد سياسة الإدارة الأمريكية في التعامل مع هذا الملف الحساس بعد أن إنساقت وراء تخمينات ومزاعم كادت تعصف بعقود من التحالف الأمريكي السعودي وبمصالح على غاية كبيرة من الاهمية لواشنطن مع الرياض، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد للولايات المتحدة في محاربتها للارهاب لن يكون يوى التنسيق مع حلفائها وخاصة السعودية التي تجابه هي الأخرى تحديات وتهديدات إرهابية بعد أن هزت 3 انفجارات متزامنة 3 مناطق مختلفة في المملكة وهو ما لا يدع مجالا للشك بأن الرياض هي حليف لواشنطن ضد الارهاب لا داعمة للارهاب والارهابيين كما يدعي المتوهمون.
الحمدلله