لا وقت للسعودية تخسره لذلك فقد دخلت بقوة في تطبيق سياستها الإصلاحية الرامية الى تطوير اقتصادها وفك ارتباطه عن عائدات النفط بتطبيق بنود رؤية السعودية 2030 والتي تعتمد في جزء كبير منها على صندوق الاستثمارات العامة الذي استثمر مؤخرا 3.5 مليار دولار في شركة اوبر الامريكية للسيارات.
أولى تحركات صندوق الاستثمارات العامة هو التوجه لاستثمار جزء من احتياطاته في استثمارات خارجية غير نفطية من خلال استثمار 3.5 مليار دولار في شركة أوبر الأمريكية لخدمات تأجير السيارات. وهي الخطوة التي ستجعل السعودية وفق عدد من الخبراء لاعبا مهما في سوق المشاريع التكنولوجية الناشئة في تحول عن تركيز الرياض فيما مضى على الاستثمارات الأجنبية المحافظة التي لا تنطوي على مجازفة كبيرة.
وفي تعليقه على هذه الصفقة قال المدير بصندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان إلى أن الصندوق لا يهدف إلى تحقيق أرباح فحسب وإنما أيضا دعم خطة شاملة لإصلاح الإقتصاد أعلنت في أبريل نيسان مضيفا أن الخطة تركز على فتح قطاعات استراتيجية مثل السياحة والترفيه وزيادة فرص العمل ومشاركة النساء في القوة العاملة وتشجيع ريادة الأعمال وفق ما نقلته رويترز.
ويعد ضخ هذا المبلغ في شركة اوبر قطعا مع سياسة السعودية الاستثمارية طوال حيث كانت تحول معظم ثروتها النفطية إلى أصول مثل سندات الخزانة الأمريكية والحسابات المصرفية بدلا من شراء حصص استراتيجية كبيرة في كبرى الشركات الغربية.
كما تعد هذه الخطوة جزءا من مشروع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اكد بان الصندوق سيتوسع من 600 مليار ريال (160 مليار دولار) إلى أكثر من سبعة تريليونات ريال وهو ما سيساعد في تحويل الرياض إلى قوة استثمارية عالمية.
وسيتيح الاستثمار الجديد للصندوق للسعودية الحصول على حصة تبلغ نحو خمسة في المئة من شركة أوبر التي تعمل في السوق السعودية منذ أوائل عام 2014 والتي سيتولى الرميان تمثيل المملكة في مجلس إدارتها مما سيمنح الحكومة السعودية دورا مباشرا في قرارات الشركة.
ومن ايجابيات هذه الخطة الاستثمارية أنها ستتيح دعم مشاركة النساء في قوة العمل وفق رؤية السعودية 2030 التي تهدف الى بلوغ 30 في المئة بحلول عام 2030 بما ان نقص وسائل النقل الرخيصة والملائمة للنساء يمثل عقبة كبيرة أمام توظيفهن وبما ان الشركة تؤكد أن نحو 80 في المئة من أكثر من 130 ألف مستخدم لها في المملكة من النساء كما نقلت عنها وكالة رويترز.
وتقول مريم السبيعي وهي سيدة أعمال سعودية تستخدم أوبر بصورة شبه يومية إن اتفاق صندوق الاستثمارات العامة السعودي خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح. وتملك مريم مركزا لصيانة الهواتف المحمولة للنساء فقط وهو أول متجر من نوعه في الرياض. وأضافت أنه بسبب طبيعة عملها وحاجتها للتنقل كان الأمر صعبا جدا لأنها لم تكن قادرة على تحمل راتب سائق خاص وأحيانا لم يكن بإمكان السائق الوصول إليها حين تحتاجه.
ومن شأن زيادة استخدام الخدمات مثل أوبر تحسين ميزان المدفوعات السعودي نظرا لأن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى مليون سائق أجنبي بالمملكة يقومون بتوصيل النساء إلى مقاصدهن. ومن الممكن أن يساعد خفض الحاجة إليهم إلى توفير مئات الملايين من الدولارات التي يحولها السائقون إلى بلادهم سنويا من ميزانيات الأسر بالإضافة الى التشجيع على الاستثمار في قطاع التكنولوجيا.