2016-01-24 

مجلة فرنسية: العائلة السعودية عنوان للانفتاح والتطور

من باريس، فدوى الشيباني

يتخذ البعض وخاصة المجتمع الاوروبي احكاما مسبقة على المجتمع السعودي فيراه  غالبيته على انه منغلق ومتزمت. صحيفة لوبوان الفرنسية زارت احدى العائلات السعودية لتثبت عكس هذه الروايات وتؤكد تطور المجتمع السعودي وانفتاحه على العالم على الرغم من  تشبثه الكبير بالتقاليد السعودية وبتعاليم الدين الاسلامي الحنيف.

 

فتحت عائلة العطشان في احدى أحياء الرياض الراقية وتحديدا حي الورود الذي يملكه الملياردار السعودي المشهور الوليد بن طلال أبواب منزلها الفسيح لصحيفة لوبوان ويقول كلارونس رودريغاز مراسل الصحيفة في الرياض استقبلتنا هدى الهيلاسي سيدة المنزل  وهي سيدة في عقدها الخمسين فرنكفونية تتقن جيدا اللغة الفرنسية والانكليزية وهي التي اشرفت ل14 عاما على قسم اللغة الفرنسية والانكليزية في جامعة الملك سعود في الرياض وهي كذلك  مثقفة لها تاريخها السياسي بما أنها واحدة من ثلاثين إمراءة عينهم الملك عبد الله في المجلس التنفيذي أين عملت في لجنة الشؤون الخارجية وتقول هدى عن هذه التجربة " اللجنة مختلطة بين السيدات والرجال العمل يقتضي منا الاجتماع مع الرجال دون أن يكون في ذلك أي حرج " وتوضح هدى بان قوانين المملكة في الاختلاط تحدد بالأماكن العامة وأماكن العمل.

 

 ترتدي هدى سروالا أسودا وقميصا عصريا وعباءة  تلف بها رأسها. تقول هدى بالنسبة لغطاء الرأس " هو هويتنا في السعودية أخلعه عندما أكون في المنزل وعند الخروج أو التصوير أقوم بارتدائه احتراما للمجتمع السعودي ولتقاليده.منزل عائلة العطشان فسيح وكبير يمتد على 300 متر مربع تقريبا يضم 8 بيوتا وهو ليس من باب الترف تقول هدى " لأسباب اقتصادية وحفاظا على عاداتنا منذ عشرت السنين هكذا عادة تكون المنازل السعودية بما ان الابناء يبقون لفترة طويلة في منزل اباءهم ولا يغادرونه إلا عند الزواج" .

 

 

وتتكون عائلة العطشان من ثلاثة ابناء هم ندى (28سنة) و عمر (27 سنة ) اللذان يعملان في الرياض وعبد الله الذي يباشر دراسته في الولايات المتحدة الامريكية بالإضافة الى الاب عبد الرحمان وزوجته هدى. يقول عمر الذي يعيش مع شقيقته مع والدهما بحس من الدعابة " انتظر من امي ان تجد لي زوجة لكن يبدو بأنها لا تقوى على مفارقتي ولا تريد ان تزوجني" تستدرك والدته هدى مبتسمة " أبدا المنزل يتسع لعائلتين ولأكثر لا تقلق سوف تتزوج" وتضيف هدى في السعودية هناك صنفان للعائلة " العيلة" التي تضم اكثر من عائلة و عدد كبيرا من الابناء والأسرة التي تضم الزوجين فقط مع عدد قليل من الابناء".    

     

بالنسبة لندى هي مجازة في اختصاص السمع وعلاج مشاكل النطق انهت دراستها في بريطانيا حيث تقول" لم أكن اهتم كثيرا بالزواج بل بتطوير مسيرتي الدراسية والمهنية"  ندى هي عينة من 70 في المائة من الشعب السعودي " الشاب" من 20 مليون نسمة لكنها لا تنتمي إلا ال 12 في المائة من الشباب العاطلين عن العمل. حيث تقول ندى بكل فخر عن انفتاح عائلتها " أقوم بتنشيط المؤتمرات في جامعة الاميرة نورة اخرج عندما اريد وأعود للمنزل عندما اريد ذلك" يقطع الشاب عمر علينا الحديث ليستأذن بكل لباقة الذهاب للصلاة في مسجد الحي قبل أن تعود ندى لتبهرنا بما تصنعه صديقتها من تحف تنشرها على صفحتها على موقع " انستغرام" .

 

يعود عمر الشاب المتواضع من صلاته لتواصل والدته الحديث عن اهمية يوم الجمعة بالنسبة للسعوديين وخاصة لعائلتها فتقول" يوم الجمعة يوم مقدس في السعودية بالإضافة الى كونه يوم صلاة الجمعة ومناسبة للتقرب من الله فهو يوم للاجتماع بالعائلة والأقارب وتبادل اطراف الحديث. بالنسبة لعائلتنا يوم الجمعة فرصتنا الوحيدة للجلوس مع كل العائلة فرب الاسرة عبد الرحمان له مشاغله خارج السعودية وابنه عبد الله يكمل دراسته في الولايات المتحدة وبقية الابناء يعملون لذلك فيوم الجمعة فرصة لا تعوض للقاء العائلة".

 

تمثل عائلة العطشان مثالا حيا للمجتمع السعودي الذي قطع اشواطا كبيرة في التطور والانفتاح على العالم لكن دون فقدان التوازن المجتمعي الذي يتخذ من مبادئ الدين الاسلامي و التقاليد السعودية ركيزة لا غنى عنها. عامل تعول عليها المملكة في مواجهة التحديات الاقليمية والداخلية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه