أثار القرار السعودي بتخفيض سعر برميل النفط في السوق الاوروبية والترفيع في سعره في الاسواق الامريكية والاسياوية جدلا كبيرا وتساؤلات كثيرة حول المغزى الحقيقي من هذا القرار الذي قد يبدو للبعض مفاجئا لكن عدد من الخبراء يؤكدون بأنه ينطوي على دهاء سعودي في التعامل مع تقلبات السوق وطموحات المملكة في الحفاظ على حصتها الكبيرة من الانتاج.
صحيفة تليغراف البريطانية أوردت في هذا السياق مقالا تحدثت فيه عن أسباب خفض سعر نفطها في السوق الاوروبية بالتوازي مع زيادتها في اسعار إنتاجها في آسيا والولايات المتحدة الامريكية. وكشفت الصحيفة البريطانية في مقالها الذي ترجمته عنها الرياض بوست أن القرار السعودي لم يأتي من فراغ ولا هو إعتباطي بما أن المسؤولين عن السياسة النفطية في المملكة على دراية تامة بحاجيات السوق وكذلك بضرورة ان تحافظ المملكة على حصتها الكبيرة من انتاج في ظل المنافسة الكبيرة خاصة من إيران التي تسعى لاستعادة حصتها في السوق العالمية.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن القرار السعودي وان فاجىء البعض فهو يخفي ورائه دهاء كبير في التعامل مع تطور المعطيات في السوق العالمية، حيث تسعى المملكة الى تحقيق التوازن بين حاجة الاسواق من النفط السعودي وكذلك حرصها على المحافظة على هيمنتها في انتاج النفط الخام.
وتنقل تيلغراف في هذا السياق عن مدير ابحاث النفط في رويترز شاكيل بيج أن السعودية تهدف من خلال تخفيضها في سعر البرميل بالنسبة للسوق الاوروبية الى ربح حصص جديدة في ظل ترفيع إيران في انتاجها من النفط.
أما عن قرار الترفيع في سعر البرميل بالنسبة للاسواق الامريكية والاسياوية فيضيف الخبير بأنه تناغم مع زيادة الطلب في هذه الاسواق خاصة في ظل ارتفاع الطلب على النفط لتوليد الطاقة لانتاج الكهرباء والتكييف في الصيف.
ويعتبر باول هودجيز الخبير في السياسة النفطية بأن السياسة السعودية في التعامل مع المعطيات الجديدة في الاسواق الاوروبية والامريكية والاسياوية يكشف الحكمة السعودية وكذلك حرص المملكة على تثبيت مكانتها كأكبري منتجي النفط الخام خصوصا وانها تسعى لزيادة انتاجها في عدد من الحقول النفطية رغم أنها وضعت خطة اصلاحية كاملة لانهاء اعتمادها على النفط.