أكد قيادي في قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي في تكريت أنّ "عناصر داعش يفرون من المدينة". وأضاف القيادي في تصريحات للتلفزيون الرسمي أنّ "القوات الأمنية والحشد الشعبي يتقدمون من ثلاثة محاور نحو مركز مدينة تكريت، وأنه سيعلن عن تحرير المدينة من عصابات داعش في الساعات المقبلة" وبدورهم، زعم مؤيدون لتنظيم داعش، عبر صفحات بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنّ الحركة طبيعية في تكريت، حيث غرد أبوالحسن محمد "مستشفى تكريت بيد جند الخلافة وكلية التربية والزهور ولم يتقدم العدو أصلا من أي محور باتجاه مدينة تكريت ولله الحمد". وقال سعد ساهر"لا يوجد أي اشتباكات حتى هذه اللحظة والحركة طبيعية للمواطنين في الأسواق" وعلق محلل الشؤون العسكرية الجنرال جايمس ماركس، أنّ الحملة التي يخوضها الجيش العراقي في منطقة تكريت ضد تنظيم داعش، تعتبر تجربة للعمليات التي من المتوقع أن تقوم بها لتحرير الموصل. وتابع ماركس أن الجيش العراقي "ينسق مع القيادة المركزية الأميركية للتأكد أنه وفي حال حدث شيء بطريقة مختلفة سيتم التعلم من هذا في العمليات الجارية حاليا في تكريت، ويمكن تعديلها وتطبيق خطط محدثة الحملة على الموصل". وحول توقعاته عن الأداء الذي سيقدمه الجيش العراقي وإمكانية تقديم ضربة قاسمة لداعش في تكريت، قال ماركس "على القوات العراقية الدخول في الحرب ويصابوا بكدمات وجروح ليدخلوا أجواء الحرب ويقدموا على تحد أكبر مثل الموصل". وتجدر الإشارة إلى أنّه في الأول من مارس الجاري بدأ نحو 27 ألف جندي عراقي هجومهم على مدينة تكريت الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بغداد، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ يونيو. ويعد هذا الهجوم أول محاولة لطرد داعش من مركز حضري رئيسي الذي يسيطر عليه ويحصنه بقوة، وهو ما يعد بمثابة اختبار للعملية المخطط لها لاستعادة مدينة الموصل العاصمة العراقية لخلافة التنظيم . وُصف الهجوم بأنه عملية مشتركة تضم الجيش العراقي والشرطة الاتحادية شبه العسكرية، وقوات العمليات الخاصة العراقية، وقوات الحشد الشعبي - وغالبية أفرادها من الشيعة - وكتائب المتطوعين والميليشيات التي دمجت رسميًا في قوات الأمن منذ يونيو الماضي. والعنصر الغائب بشكل واضح عن تلك العملية المشتركة هو تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. ولم تطلب الحكومة العراقية توجيه ضربات جوية من قبل قوات التحالف، وهي سمة شائعة للعمليات التي تقودها قوات الحشد الشعبي. والواقع أن نحو 18 ألف مقاتل من قوات الحشد الشعبي يمثلون الجزء الأكبر من القوات التي تشن الهجوم. ويقود قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي وصفته الولايات المتحدة في عام 2009 بأنه إرهابي عالمي متمرس لدوره في هجمات على القوات الأميركية وأهداف أخرى. ويعمل المهندس والعديد من القادة الآخرين في قوات الحشد الشعبي بشكل مكثف مع الحرس الثوري الايراني، ويستعينون باستمرار بمستشارين إيرانيين ولبنانيين من حزب الله في عملياتهم. الاستبعاد الواضح لدعم التحالف الدولي من قبل وكلاء إيران تم التأكيد عليه من الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الذي صرح في الثالث من مارس/ آذار بأن المعركة شهدت"دعما إيرانيا صريحا، في شكل مدفعية وغيرها من الأمور". وعلى الرغم من أن تكريت نفسها قد خلت من سكانها إلى حد كبير، إلا أن سلوك قوات الحشد الشعبي التي يسيطر عليها الشيعة – والتي لا تخضع للنظام العسكري العراقي – سيُراقب عن كثب لأنهم يطردون مقاتلي داعش من المجتمعات الريفية السنية. وإذا نجح الهجوم على تكريت فإنه قد يزيد من احتمال قيام العراق بتكرار الهجوم شمالا في الموصل، ونشر وحدات من قوات الحشد الشعبي لدعم الجهود العسكرية العراقية لاستعادة السيطرة على المدينة التي يصل عدد سكانها إلى مليون شخص والتي تعد عاصمة السنة في العراق. وقد يؤدي هذا مرة أخرى إلى استبعاد أو تعقيد الدعم الدولي لهذه العملية.