تواجه إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما إنتقادات كبيرة في خصوص إدارتها للملف السوري فبعد الانتقادات الخارجية خاصة من المملكة العربية السعودية لواشنطن بشأن تغيير موقفها من رحيل بشار الاسد عن السلطة جاءت الانتقادات هذه المرة من الداخل الامريكي حيث عدد من الديبلوماسيين الامريكيين تغير مواقف الادارة الامريكية وعدم حزمها في التعامل مع النظام السوري وتغيير موازين الفوى على الارض.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه، ريتشارد هاس، المدير السابق بوزارة الخارجية الأمريكية يتحدث فيه عن ملاحظات أبداها دبلوماسيون أمريكيون فيها انتقاد لسياسة بلادهم في سوريا. ونقلا عن بي بي سي فقد أكد الكاتب أن هذه الملاحظات وردت عبر "قناة الاختلاف" التي أحدثتها وزارة الخارجية الأمريكية عقب حرب فيتنام، لتمكين الدبلوماسيين في المراكز المتوسطة التعبير عن معارضتهم لوجهة النظر السائدة، دون التعرض للعقاب.
ويشير هاس أن الهوة كبيرة بين الأهداف التي أعلنتها الولايات المتحدة في سوريا، وما تقوم به من عمل لتحقيق هذه الأهداف.ومن بين هذه الأهداف "لابد من رحيل الأسد".
ويضيف هاس أن تراجع الولايات المتحدة عن موقفها من ضرورة رحيل الاسد شجع الرئيس السوري عل إستعمال الاسلحة الكيماوية رغم التحذيرات الامريكية من إستعمال هذه الاسلحة.
وإنتقد الكاتب فشل إدارة أوباما في الملف السوري حيث أكد بأن جهود الولايات المتحدة لإنشاء قوات محلية سنية في سوريا باءت بالفشل، لأن هذه القوات كان هدفها إسقاط الأسد، أما هدف الولايات المتحدة فكان إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي أثناء ذلك تفاقمت الأوضاع الإنسانية السيئة أصلا، وضاعفت روسيا وإيران دعمهما لنظام الأسد، فلم تحقق مفاوضات السلام تقدما ذا بال وفق الديبلوماسي الامريكي.
وتؤكد الصحيفة الامريكية بأن عدد الدبلوماسيين يشاركون هاس خيبة الامل من ادارة واشنطن للملف السوري حيث جددوا دعوتهم لشن غارات جوية بصواريخ كروز على مواقع الجيش السوري التي تستهدف المدنيين والمقاتلين السنة الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
ومن شأن هذه الغارات، حسب الدبلوماسيين، أن تضعف النظام وتدعم المعارضة، لتغيير موازين القوى على الأرض، وتؤثر على نتيجة المفاوضات.