2015-10-10 

السعودية تتحرك لإيقاف إيران

من القاهرة، حسين وهبه

شهدت الرياض زيارات عدد من قادة المنطقة في الأيام القليلة الأخيرة كان أهمها زيارة الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان التي تزامنت مع زيارة مماثلة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلًا عن زيارة رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، والزيارة المنتظرة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. كما شهدت الرياض الأسبوع الماضي زيارات لأمراء دول مجلس التعاون الخليجي ومسئولون عن سلطنة عمان ودولة الإمارات. وأشارت مصادر صحفية إلى أنّ التحركات السعودية الأخيرة تهدف لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة من خلال تحالف يشمل مصر وتركيا. وشهدت العلاقات بين تركيا ودول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية، حالة من البرود في عهد العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بسبب موقف تركيا من الاطاحة بمحمد مرسي. ويرى متابعون أنّ "السعودية تتجه نحو حل أزمة الدول الخليجية مع جماعة الإخوان وقطر، والتحالف من جديد مع أنقرة في مواجهة عربية-تركية ضد إيران، في عدد من القضايا، من أبرزها سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن والملف السوري" وتمثل زيارة أوردوغان تحولاً في الموقف السعودي ، وستكون خطوة أولى إلى تغير متوقع في المواقف السياسية لأكثر من دولة في المنطقة، وفقًا لخالد الدخيل في جريدة الحياة السعودية وتجدر الإشارة إلى أنّ السيسي صرح قبل زيارته للسعودية أن "الوقت مناسب لبدء حوار حول تكوين قوة عربية مشتركة هدفها مكافحة الإرهاب". ومن المنتظر أنّ يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ،الخميس، إلى العاصمة السعودية الرياض لطمأنة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بأن أي اتفاق نووي مع إيران سيصب في مصلحة السعودية، رغم مخاوف المملكة من أنه قد يعزز دور إيران في المنطقة، وفقًا لرويترز. وأوضح دبلوماسي أميركي في الخليج لبي بي سي أن "السعوديين يخشون أن يمنح الرئيس باراك أوباما الإيرانيين اتفاقا بأي ثمن، لأنه مهم لإرثه السياسي، وأن تحصل إيران على وضع إقليمي معين في مقابل اتفاق". ويحظى إقناع السعودية بقبول أي اتفاق نووي مع إيران بأهمية لدى أوباما، لأنه يحتاج الرياض للعمل بشكل وثيق مع واشنطن في مجموعة من السياسات الإقليمية، فضلا عن الحفاظ على دور المملكة قوة معتدلة في أسواق النفط. والتقى كيري بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مونترو بسويسرا يومي الاثنين والثلاثاء، ومن المتوقع أن يعاودا الاجتماع الأربعاء، في إطار سعيهما للوفاء بمهلة تنتهي بنهاية مارس للتوصل لاتفاق إطار حول البرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما طلب عدم نشر اسمه لسي ان ان إن واشنطن تشارك العرب بواعث قلقهم إزاء الدور الإيراني، ولا سيما في سوريا واليمن ومن خلال علاقاتها بجماعة حزب الله الشيعية في لبنان، لكنه أضاف أن هناك التزاما عسكريا أميركيا "كبيرا للغاية" نحو الحلفاء في الخليج. وتابع المسؤول قائلا "ما نحتاج للقيام به هو وضع إستراتيجيات ملائمة لمواجهة أي سلوك استفزازي أو مزعزع للاستقرار، سيعتمد ذلك على ما يمكننا عمله بفاعلية في أماكن مثل سوريا واليمن". ولا تزال ثقة المملكة في واشنطن تتعافى منذ التحرك المفاجئ للتوصل إلى اتفاق نووي في أواخر العام 2013 عندما فوجئ المسؤولون السعوديون -بعد تسريب برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس- بالكشف عن أشهر من المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران. وقال دبلوماسي غربي يتابع القضية عن كثب "هم قلقون جدًا جدًا إزاء الطريقة التي نسير بها قدمًا"، مضيفًا أن الرياض تخشى أن تخسر في كل الأحوال، سواء امتلكت إيران سلاحا نوويا أو تحررت من قيود العقوبات. وفي إطار حرص المملكة العربية السعودية وقعت مع كوريا الجنوبية مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية، وإنشاء مفاعلين نوويين من طراز سمارت في المملكة. وأفادت صحيفة "تشوسون ايلبو" الكورية الجنوبية الأربعاء أن مذكرة التفاهم الموقعة تتضمن بناء مفاعلين نوويين على أراضي السعودية من طراز سمارت بقيمة ملياري دولار. ويشمل الاتفاق أيضا التعاون في الأبحاث والتطوير والبناء والتدريب. وقال المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي في بيان إن مذكرة التفاهم تتضمن دعوة الشركات الكورية للمشاركة في تشييد ما لا يقل عن مفاعلين نوويين من الحجم الصغير أو المتوسط في السعودية. يذكر أن رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي التقت بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمس الثلاثاء في الرياض في إطار زيارة رسمية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه