2016-06-24 

خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ..الفرصة الذهبية للدول الخليجية

من دبي سيف العبد الله

 

لا حديث في الساعات التي تلت نتائج الاستفتاء  التاريخي في بريطانيا والذي فاز فيه معسكر مغادرة الإتحاد الاوروبي إلا عن التداعيات الكارثية لهذا القرار على كتلتة الاتحاد الاوروبي وخاصة على الإقتصاد البريطاني، لكن رأيا يسبح خارج هذه السوداوية يقول بأن البلدان العربية ودول الخليج العربي تحديدا ستكون أمام فرصة تاريخية لاستثمار هذا الحدث لصالحها.

 

 

قناة دوتشي فيله الألمانية تحدثت في هذا السياق عن الفرص التي سيفتحها خروج بريطانيا من الفضاء البريطاني أمام المستثمرين العرب وخاصة الخليجيين منهم ليستغلوا قرار البريطانيين لصالحهم وليضعوا البلدان العربية على قائمة أكبر المستفيدين من هذا الحدث من خلال عملهم على تطوير العلاقات التجارية مع بريطانيا وتعويض الدور الذي كان يلعبه الاتحاد الاوروبي في المملكة.

 

 

فعلى الصعيد العربي تعد بريطانيا تقليديا من البلدان الجاذبة للاستثمارات العربية لاسيما الخليجية منها بحكم العلاقات التاريخية مع الدول العربية النفطية. ومن جهة أخرى يعيش في بريطانيا ويعمل الكثير من العرب الأغنياء والمنتمين للطبقة الوسطى منذ أجيال حيث وتقدر الاستثمارات الخليجية وحدها بأكثر من 120 مليار جنيه غالبيتها مستثمرة في العقارات والأسهم أو كودائع بالجنيه الإسترليني وهو ما يشكل مقوما أساسيا يمكن البناء عليه لاقامة علاقات تجارية أكثر تميزا مع بريطانيا.

 

 

ذلك أنه وعلى الرغم من تأثر كل  الاستثمارات ومن بينها العربية في بريطانيا  بشكل سلبي خلال الأسابيع الماضية بسبب تراجع وتقلب أسعار أسهم بورصة لندن والجنيه الإسترليني وأسعار العقارات على ضوء المخاوف من نجاح المؤيدين للخروج من الاتحاد.  إلا نتائج  هذا التأثر حتى بعد قرار الانسحاب لن يؤثر في الاستثمارات العربية في بريطانيا حيث يعتقد بعض الخبراء  أن رؤوس الأموال العربية لن تدير ظهرها لبريطانيا ولن تتأثر بشكل يذكر، كون غالبيتها تشكل استثمارا طويل الأجل في عقارات فاخرة بالأحياء الغنية أو في مشاريع مشتركة تركز على البنية التحية والطاقة.

 

 

وحتى وإن كان الخبير الاقتصادي القانوني  عبد القادر ورسمه غالب يرى بأن " كل الاستثمارات ورؤوس الأموال ستتأثر قطعا بشكل واضح إذا خرجت بريطانيا، لان الوضع سيكون غير مستقر وعدم الاستقرار هو العدو الأول للاستثمار ورأس المال وهو ما قد يؤدي إلى الخروج الجزئي لبعض الاستثمارات العربية من بريطانيا. إلا أن ذات  الخبير يؤكد بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي  يفتح باب الاجتهاد لدخولها في مفاوضات تجارية جديدة مع دول عربية عديدة وفي مقدمتها دول الخليج من أجل الدخول في مشاريع جديدة، بعيدا عن قيود الاتحاد الأوروبي وبيروقراطيته الشديدة. وقد تكون هناك، على ضوء ذلك، فرصة جديدة لتعزيز التجارة البريطانية مع دول الخليج التي تربطها علاقات تاريخية قديمة. وعن مجالات العمل يرى الخبير  بأن بريطانيا ستبحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات خاصة تلك التي تركز على نقل التكنولوجيا للصناعات الخفيفة والطيران والتعليم والسياحة إضافة إلى المجالات الأمنية والعسكرية.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه