قدّم وزير الإعلام السعودي الشاب الدكتور عادل الطريفي اعتذاره لرئيس تحرير صحيفة شهيرة، وذلك بطبع قبلة على جبينه، بعد أن تطاول عليه قبلها بأيام خلال اجتماع مع رؤساء التحرير، الأمر الذي أثار استياء عدد كبير من أعضاء الوفد المرافق لسمو ولي ولي العهد خلال زيارته الأمريكية، وأثارت ردود فعل واسعة في الوسط الإعلامي السعودي، ذلك أن هذا التصرف يحدث للمرة الأولى من وزير.
وفي التفاصيل، فقد اضطر الطريفي لتقديم اعتذاره لرئيس التحرير المخضرم، وذلك بعد عدة أيام من الواقعة، رغم أنهما التقيا بعدها عدة مرات، لكن الطريفي لم يقدم عذره إلا لاحقاً، في خطوة وصفها مراقبون بأنها أتت بناء على ضغوطات، خصوصا أن تصرف الوزير أثار استياء فعاليات إعلامية رأت في هذا الأمر خروجاً عن تقاليد المهنة، في وقت يحتاج فيه الإعلاميون السعوديون لتوحيد صفوفهم في مواجهة الحملة الإعلامية ضد المملكة.
ومرد هذا الاستياء الإعلامي الذي برز من خلال عشرات التغريدات المستاءة في تويتر، عائد إلى أن رئيس التحرير الذي تطاول عليه الوزير هو شخصية إعلامية بارزة، تحظى باحترام واسع في المملكة، وخدمت البلاد لأكثر من أربعة عقود، وقدمت للإعلام السعودي أكثر من خمسة رؤساء تحرير من البارزين الذين أحدثوا علامة فارقة في مجالهم.
وحاولت "الرياض بوست" الحصول على تعليق من الوزارة والوزير إلا أن ذلك لم يتسن لها.
ويشعر إعلاميون سعوديون بالخيبة بعد أن اعتقدوا أن الوزير الشاب يمكن أن يتيح لكافة الكفاءات الإعلامية ممارسة العمل الإعلامي، إلا أن ما حدث بعدها فاجأهم من تضييق على الحريّات الإعلامية.
ويقول صحافي سعودي رفض ذكر أسمه: " كان يمكن للوزير صناعة مجد له لو جعل من الوزارة منصة احتواء وتطوير للكفاءات الإعلامية، لكنه بدلاً من ذلك لجأ إلى شخصنة الأمور، ومنع الإعلاميين الذين يختلف معهم من ممارسة نشاطهم في المملكة، أو المشاركة في الوفود الرسمية. إنه استخدام للسلطة دون مسوّغ".