كشفت دراسة علمية ميدانية حديثة عن مؤشرات خطيرة "لواقع الاصلاحيات" في السعودية، حيث تؤكد الدراسة بأن نسبة كبيرة من نزلاء هذه الاصلاحيات هم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة، فيما أظهرت ذات الدراسة بأن البيئة التي ينشأ فيها الطفل السعودي والتفكك الأسري والإهمال هي أهم أسباب إنحراف ذوي الفئات العمرية الصغيرة في المملكة.
وبينت نتائج الدراسة العلمية الميدانية التي أنجزها مركز أسبار للدراسات والبحوث حول "نزلاء الإصلاحيات ( السجون) ودور الملاحظة ( توقيف غير الراشدين ) في السعودية وأسباب عودتهم إليها بعد خروجهم منها"، أن أكثر النزلاء من ذوي العود، هم الذين يأتي ترتيبهم الأُسَري متأخرا بين الإخوة والأخوات، وأرجعت الدراسة السبب إلى أن اهتمام الوالدين بهم يقل كلما زاد عدد الأبناء في الأسرة.
خلصت الدراسة إلى أن خصائص وسمات نزلاء دور الملاحظة الاجتماعية تتركز في الفئة العمرية (بين 16 – 17 سنة)، وأن الفئة الأكثر دخولاً للمرة الأولى هي التي تكون أعمارها 15 سنة، كما كشفت الدراسة في فصل حول قضايا نزلاء السجون، أن الفئة العمرية بين 18 – 30 سنة هي الأكثر (عوداً) للسجون، لتحل جريمة (ترويج المخدرات) في موقع متقدم تلتها جريمة السرقة.
ودائما وفق نتائج الدراسة فقد بلغت نسبة العودة الى الانحراف في المرحلة الثانوية بنسبة 46 %، بينما بلغت في المرحلة المتوسطة نسبة 38 %.
أما عن أسباب هذه النتائج وإنتشار جرائم المخدرات والسرقة والعود إليها عند الفئات السنية الصغرى في المجتمع السعودي، تشير الدراسة إلى قلة الدخل والتفكك الأسري يعدان أبرز أسباب هذه الظاهرة حيث كشفت الدراسة أن دخل 71 % من أسر المبحوثين أقل من 8000 ريال ، كما أن 25 % منهم يعيشون في أسر مفككة، بسبب الطلاق، وما نسبته 66 % يقيمون مع والديهم. كما يعد تأثر الأحداث بأقربأئهم وذويهم الذين سبق لهم أن دخلوا السجن عاملا آخرا لانتشار هذه الظاهرة حيث كشفت الدراسة أن 39 % من الأحداث سبق أن دخل أحد أفراد أسرهم السجن وهذه النسبة مقلقة ولافتة، على حد ما اعتبرته الدراسة.
وفي ذات سياق أسباب إنتشار هذه الظاهرة تفيد نتائج الدراسة بأن الاحياء الشعبية والفقيرة تعد بيئة خصبة للجريمة حيث يقطن 88 % من بين نزلاء الاصلاحيات في أحياء شعبية وفقيرة.
إلى ذلك أشارت النتائج إلى أن غالبية نزلاء الإصلاحيات "السجون" من الذين يعودون إلى الاصلاحية بسبب نفس الجريمة أو جرائم اخرى تتراوح أعمارهم بين 22 – 34 سنة، بنسبة 52 %، وأن ما نسبتهم 74 %، يقل تعليمهم عن الثانوي، و60 % منهم من الطلاب عموما.
وفي سياق متصل تساءلت الدراسة عن جدوى عقوبات مثل “السجن” و”الإيقاف”، داعية في الوقت ذاته إلى البحث عن بدائل مناسبة لهاتين العقوبتين.
وانتهت الدراسة إلى توصيات خاصة بالأحداث، في ثلاثة محاور شملت: محور الوقاية، ومحور العلاج، ومحور المتابعة (الرعاية اللاحقة)، إضافة إلى توصيات خاصة بنزلاء الإصلاحيات (السجون)، تناولتها عبر ثلاثة محاور أيضاً. شملت محور الوقاية، والعلاج، والمتابعة.