وقعت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي الخميس اتفاق تعاون عسكري مع قطر يتيح لكل منهما نشر قوات على أراضي الأخرى. وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي برات جونقار، أنّ "اللجنة صادقت على عدد من مشاريع القوانين، من بينها اتفاق تعاونٍ عسكري بين تركيا وقطر، يتيح لتركيا نشر قوات على أراضي قطر، والعكس"، مؤكدًا أنّ "تركيا ستوقع اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في الخليج". وأكد جونقار أنّ "اتفاقية التعاون العسكري تتضمن تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، وتبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة". أوضح جونقار أنّ "مضمون الاتفاق ترك مفتوحًا، وهو لا يخدم أي غرض غير ما هو معلن ضمن بنوده"، داعيا إلى "عدم تفسيره وإعطائه أبعاداً تتنافى مع مضامينه". وشدد على أن مشروع القانون، سيخضع للتصويت بكل شفافية أمام البرلمان التركي، تبعاً للأصول والمراحل المتبعة فيما يخص الاتفاقات الدولية.المتحدة الأميركية، بشأنن تدريب وتجهيز المعارضة السورية، أو بنشاطات وبيّن جونقار أنّ "الاتفاق لا علاقة له بالتفاهم المبرم بين تركيا والولايات القيادة العسكرية المركزية الأميركية، والتي مقرها قطر" وأشار جونقارإلى أنّ تركيا "توترت علاقاتها أخيرًا مع عدد من الدول الخليجية بسبب الخلاف بشأن الموقف من مصر، إلا أنّها عقدت العديد من التفاهمات والاتفاقيات في مجالات التعاون العسكري، والصناعات الدفاعية، والتدريب والتأهيل العسكري، مع معظم دول الخليج، ومن الممكن أن تشهد الأيام المقبلة توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات مماثلة مع دول الخليج الأخرى" ولفت رئيس لجنة العلاقات الخارجية إلى أنّ "أمن واستقرار بلدان المنطقة، يعد العنصر الأكثر أهمية في رؤيتنا الاستراتيجية تلك، وسيوفر هذا الاتفاق لبلدنا أرضية استراتيجية، في هذه المنطقة المعروفة من قبلنا منذ فجر التاريخ". وتجدر الإشارة إلى أنّ تركيا وقعت اتفاقًا مع الولايات المتحدة بشأن تدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة". وتهدف الولايات المتحدة إلى تدريب 5000 من أفراد المعارضة في تركيا وأماكن أخرى في المنطقة. ويرى مراقبون أن الاتفاقية تعد تطورا بناء في العلاقات التي تمر بفترات من التوتر بين تركيا والولايات المتحدة. وبينما يمثل القتال مع مسلحي تنظيم داعش في سوريا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأتراك يودون التأكيد على مواجهة حكومة الرئيس بشار الأسد. وكانت واشنطن وأنقرة تتفاوضان بهذا الشأن لأشهر عدة، وتم توقيع الاتفاقية منتصف فبراير الماضي بين السفير الأميركي في أنقرة جون باس وأحد كبار المسؤولين في الخارجية التركية. وأكد الحكومة التركية أن التدريب يمكن أن يبدأ الشهر المقبل في قاعدة وسط مدينة أناتوليان في منطقة كيرسهير، وأن يضم المئات من السوريين في العام الأول. وتمثل تركيا، بما لها من 750 ميلا من الحدود مع سوريا، عنصرا هاما في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وتعثرت المفاوضات في السابق بسبب إصرار تركيا على أن يستهدف التحالف حكومة الرئيس الأسد أيضا وليس فقط مسلحي داعش.