أطلق أحد أكبر البنوك الألمانية تحذيراته من دخول ألمانيا في أزمة مالية بسبب الركود الكبير في السوق الامريكية واصفا الوضع بانه يبعث على القلق. مخاوف يبدو بأنها ليست حكرا على ألمانيا بما أنها تنسحب أيضا على الاقتصاد السعودي حيث إضطرت المملكة لتقديم 4 مليار دولار لمساعدة البنوك على التعامل مع مشاكل السيولة.
وكالة بلومبرغ وفي مقال ترجمته عنها الرياض بوست نقلت تحذيرات دوتشي بنك أحد أكبر البنوك الالمانية حول الوضع المالي السيء والذي يسير نحو الاسوأ وفق تعبير الوكالة في كلا البلدين .
بالنسبة للمملكة العربية السعودية فإن مصدر المخاوف وفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ هو إستمرار تأثر القطاع المصرفي بالازمة الاقتصادية في السعودية وبتراجع اسعار النفط ، بالاضافة إلى أن الوضع المالي في السعودية ليس شفافا بالقدر الكافي وفق الوكالة وهو ما جعل خبر عرض البنك المركزي السعودي لمبلغ 4 مليار دولار للبنوك السعودية لمواجهة مشاكل السيولة يتم في بادىء الامر ببعض السرية والحذر قبل أن يخرج للعلن، ناهيك على أن المبلغ الذي قدمه البنك المركزي السعودي يعد مبلغا صغيرا لا يقارن بحجم مشاكل السيولة التي تعانيها البنوك السعودية دائما وفق بلومبرغ.
وتستخلص الوكالة أن مشاكل القطاع المصرفي في السعودية كانت دائما المؤشر الأول للأزمة الاقتصادية في كثير من الأحيان.
إلى ذلك تؤكد وكالة بلومبرغ بأنه يمكن الاستفادة من تحذيراتها على أنها بشير ورطة أو مصدر لاتخاذ إجراءات تعيد التوازن للاقتصاد والسوق .
أما بالنسبة لالمانيا تشير وكالة بلومبرغ بأن مصدر المخاوف بالنسبة إليها مرتبط شديد الارتباط بالسوق الامريكية التي تشهد ركودا ، حيث تعتبر الولايات المتحدة أكبر وجهة للصادرات الألمانية إذ تشير التقارير أن صادراتها لواشنطن تتجاوز نصف الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا وهو ما يجعل المشاكل في الولايات المتحدة لها إرتدادات مدمرة على ألمانيا.
هذا بالاضافة الى أن المانيا كانت تجد دائما متنفسا وحبل نجاة في السوق الامريكية عند ركود السوق الصينية والاوروبية وهو ما يعني بأن ركود السوق الامريكي سيجعل ألمانيا بلا منقذ ولا بديل، وهو الوضع الذي يشير دوتشي بنك بأنه سيكون له أثاره سلبية ستمتد على كامل أوروبا لا برلين فقط.
وتختم وكالة بلومبرغ مقالها بالتأكيد على أن ألمانيا وهي مصدر قوة الاتحاد الأوروبي و رابع أكبر اقتصاد في العالم تواجه أزمة عميقة مضيفة بأنه ليس هناك طريقة يمكن أن تمنع ذلك، مشيرة إلى أنه عندما تضرب العاصفة ، سوف تستشعر آثارها في الولايات المتحدة وحول العالم وحينها سيهرول المستثمرون في جميع أنحاء العالم للاختباء، لذلك فهي تنصح بالتعامل مع تقريرها على أنه إنذار مبكر لما قبل الكارثة.