باءت كل المحاولات الأمريكية في القضاء على تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بالفشل، لذلك تعول الولايات المتحدة الامريكية اليوم على حلفائها الخليجيين خاصة الامارات العربية المتحدة والسعودية لانهاء هذه المعركة الطويلة والقضاء على ورم يبدو أنه أصبح هاجسا يقض مضجع صناع القرار في واشنطن.
مركز Rand Corporation أورد في هذا السياق مقالا للمستشار الامريكي للمركز براين جانكنس ترجمته عنه الرياض بوست أكد أن خطة واشنطن الجديدة تقوم على دعم السعودية والامارات في الحرب ضد الحوثيين وكذلك ضد تنظيم القاعدة في اليمن، فبعد أن تأكد فشل إعتماد الولايات المتحدة الامريكية على جهدها الخاص و تحالفها مع الحكومة اليمنية تحاول واشنطن دعم الامارات العربية المتحدة التي تنفذ في الوقت الراهن ضربات جوية ضد تنظيم القاعدة بينما تركز السعودية الجهد الاوفر والاكبر ضد الحوثيين في اليمن.
ويشير المستشار الامريكي أن تغيير الاستراتيجية وتعويلها على حلفاء جدد على دراية أكبر بطبيعة الوضع في اليمن قد يأتي بنتائج حقيقة لكن ذلك يتطلب صبرا وجهدا طويلا ومضاعفا.
ويعتبر براين جانكنس أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الأكثر خطورة من فروع القاعدة، شابتها عديد الاخطاء فبعد الهجمات القوية التي نفذها التنظيم انطلاقا من اليمن حتى قبل إعلان زعيم التنظيم أسامة بن لادن الحرب على واشنطن عام 1996، حيث قصفت عناصر التنظيم عام 1992 فندقين في عدن ، إستهدف مشاة البحرية الأمريكية الذي نجوا باعجوبة بعد أن غادروا إلى الصومال قبل تنفيذ الهجوم.
وكان اخطر هجمات التنظيم الهجوم على المدمرة الامريكية كول في أكتوبر 2000 ، مما أسفر عن مقتل 17 أمريكيا و غرق السفينة يو اس اس كول اخطأت واشنطن في تقدير حجم خطر التنظيم والتاكد من نجاح حربها ضده .
والخطأ الامريكي الجسيم هنا وفق المستشار الامريكي هو أن الولايات المتحدة اعتقدت أنها حققت النصر النهائي على تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بعد أن ضغطت على الحكومة اليمنية التي قادت حملة ضد التنظيم وهو ما أثمر إحالة قيادات التنظيم بين السجن والموت، لكن هذا الانتصار الذي جعل واشنطن توجه بوصلتها الى العراق تبين أنه خطأ جسيم حيث إستغل التنظيم هذه الخطوة ليستجمع قواته ويجدد قياداته.
وكانت عودة التنظيم من خلال أنور العولقي وعدد من القيادات الجديدة من خلال عدد من الهجمات التي استهدفت المصالح الامريكية على غرار 3 محاولات تفجير طائرات فاشلة بين عامي 2009 و 2012، بما في ذلك ما يسمى ب "مفجر الملابس الداخلية" في عام 2009.
عودة ردت عليها واشنطن باعلان القاعدة منظمة ارهابية ، وبقيادة حملة جديدة في مكافحة القاعدة في جزيرة العرب مرة أخرى سنة 2011 والتي حاولت من خلالها الولايات المتحدة التحالف مع الحكومة اليمنية التي كانت الشريك الأضعف في ذلك الوقت وهو ما جعل واشنطن تقرر في وقت لاحق دعم المبادرات الدبلوماسية لإزالة الرئيس اليمني ، وهو ما يمثل تجسيدا للمعضلة المتكررة في جهود مكافحة الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة الولايات المتحدة التي تحاول القضاء على التنظيم من خلال حلفاء محليين، وهي المهمة الصعبة والتي باءت دائما بالفشل في اليمن.
مرد الفشل الأمريكي وفق جانكسن هو أن الولايات المتحدة تغادر أرض المعركة دون التأكد من أنها انتصرت بالفعل ليعود عدوها أكثر قوة وشراسة.
لذلك يشير المستشار الأمريكي أن صناع القرار في واشنطن تعلموا الدرس جيدا ويحاولون في الوقت الحالي دعم الامارات العربية المتحدة كحليف بإمكانه أن يجنبهم أخطاء المعارك السابقة ويضمن لهم نصرا حتى وإن كان بعيد الأمد.