في 10 سنوات.. كيف حطم حزب الله كل ما بناه في العالم العربي ؟

تراجعت مكانة حزب الله في العالم العربي بصورة حادة وملحوظة  فبعد أن وصلت ذروتها قبل عشر سنوات بعد حرب لبنان عام 2006 ، في أعقاب الصراع، الذي خاضه مع اسرائيل وحضي فيه بتأييد شعبي في جميع أنحاء المنطقة، تهاوت صورة ومكانة الحزب حتى صنف منظمة إرهابية من طرف جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.

ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن نشر في موقع المهعد مقالا في هذا السياق أكد فيه أن عشرة سنوات فقط كانت كافية للعالم العربي ليغير موقفه بصفة جذرية من حزب الله اللبناني الذي أثبت بأن عداوته لاسرائيل لم تكن سوى شعار بما أن الحزب رد على التأييد الشعبي العربي له في معركته ضد اسرائيل  بتوجيه بوصلته نحو العالم العربي كإحدى مليشيات إيران لبث الفوضى في أكثر من بلد فيه  على من سوريا وحتى اليمن . 

 
تدخل وفوضى أثمرت إدرج الحزب كمنظمة إرهابية من قبل منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي الذي اتخذ  إجراءات صارمة ضد أنصار الحزب ومموليه داخل حدودها. 

إلى ذلك يشير ليفيت أن  العلاقات بين الدول العربية وخاصة الخليجية وحزب الله على توترت  بنحو متزايد بسبب السياق الإقليمي الأوسع للحرب بالوكالة بين إيران، حامية الحزب وراعيته، ودول الخليج بزعامة المملكة العربية السعودية . و قد تُحوّل  هذا الانقسام من الأقوال إلى الأفعال، الأمر الذي يهدد بممارسة المزيد من العنف العلني بين «حزب الله» وحلفائه الشيعة من جهة ودول الخليج وشركائها السنة من جهة أخرى.

ويضيف الخبير الأمريكي  بأن حجم التغيير الذي طرأ على الحزب وصورته منذ حرب لبنان عام 2006  كبير جدا فبعد الحرب التي ألحق فيها الحزب خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية وأعلن "النصر الإلهي" كأول جيش عربي لم يُهزم تماماً في حرب مع إسرائيل ،نشرت الصحف المصرية ملاحق خاصة وصور لنصر الله امتدت على صفحة كاملة مع عناوين مثل "نصر الله: على خطى عبد الناصر" و "ناصر 1956 - نصر الله 2006: سنقاتل ولا نستسلم".

كما ظهر نصر الله بنفسه في مقابلة على قناة الجزيرة، في مقطع تم بثه عدة مرات، حيث قال بصوت تعلوه الثقة أن «حزب الله» يحارب من أجل مصحلة جميع المسلمين. هزيمتنا هي هزيمة الأمة الإسلامية بأجمعها". وفي الشارع العربي، كان نصر الله ومقاتلوه أبطال العالم العربي.

لكن كل ذلك تغير بعد عشر سنوات من حرب عام 2006، حيث  تدهورت وجهات نظر العالم  العربي تجاه «حزب الله». فبعد إدراج الحزب كتنظيم إرهابي من قبل دول «مجلس التعاون الخليجي»، أصر نصر الله أن معظم العالم العربي رفض تلك التسمية ولا يزال يدعم الحزب، لكن بيانات استطلاع الرأي من أيلول/سبتمبر 2015 ترسم صورة مختلفة، حيث ينظر  86 في المائة من الأردنيين بوجهة نظر سلبية حيال «حزب الله» بينما تتراوح شعبيته بين 13- إلى 15 في المائة فقط في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 سياسة فوضى الحزب في المنطقة العربية  في أماكن مثل العراق واليمن، وسوريا على وجه الخصوص،  وضعت الحزب في موقف المواجهة المباشرة مع دول الخليج أكثر مما كان عليه الحال لفترة طويلة، وجعلت حزب الله يخسر كل جناه وبناه خلال سنوات.